كشف مدير مؤسسة «الأمير محمد بن فهد للتنمية الإنسانية» الدكتور عيسى الأنصاري، عن استهداف 300 مستفيد من مخرجات السجون ودار الملاحظة ومجمع الأمل للصحة النفسية»، ضمن حاضنة تأهيلية، ستنطلق قريباً، لإعدادهم لدخول سوق العمل. وأوضح الأنصاري، ل «الحياة»، أن المؤسسة، التي صدرت الموافقة على تأسيسها قبل عام، «بدأت أول مشاريعها، المتمثل في حاضنة لتأهيل هذه المخرجات». وذكر أن خطط العمل «أنجزت، وسنبدأ قريباً في العمل، بالتنسيق مع مديري السجن ودار الملاحظة ومجمع الأمل»، موضحاً أن المستهدفين الذين سيشملهم البرنامج، «ممن بقي على محكوميتهم ستة أشهر أو سنة، وسيتم تأهيلهم داخل الجهة المحتجزين فيها». وقال: «إن من بين برامج التأهيل مشاريع تدريبية. وسيكون للمؤهلين من المستفيدين الخيار في الالتحاق في وظيفة، أو بدء مشاريع خاصة بهم». وأشار إلى أن المؤسسة، «رصدت موازنة لدعم المستفيدين. كما أن جهات تمويلية، ستشترك في الدعم، مثل بنك التسليف، الذي سنعقد معه اجتماعاً قريباً، لبحث طرق الدعم». وأوضح أن أهمية المشروع تكمن في «مساعدة أفراد المجتمع، الذين تعثر حظهم، ودخلوا السجن، أو دار الملاحظة، أو مجمع الأمل، وبخاصة أنهم راغبون في الانخراط في الحياة، إلا أنهم يصطدمون في عزوف المجتمع عن تقبلهم. ولا يجد بعضهم العون في العودة إلى الحياة المستقيمة، فيصاب أكثرهم بالإحباط، ويقودهم اليأس إلى معاودة ارتكاب الجرائم»، مرجعاً أهمية مشروع حاضنة المخرجات إلى أنه «يشكل ملاذاً يلجأ إليه النزلاء، وحضناً يقدم لهم المساعدة، ويدفعهم إلى ممارسة الحياة بايجابية وأمل». ولخص فكرة المشروع في «توفير شبكة أمان اجتماعي واقتصادي، تحتضن المخرجات، وتهيئ بيئة مناسبة لهم من الدعم والمساعدة، لبدء حياة جديدة، من خلال برامج مخططة، واستغلال للموارد المالية والفنية المتاحة التي تقدمها الجهات المشاركة في تنفيذ المشروع». وتكمن أهداف المشروع في «تنمية مهارات ورفع قدرات المخرجات، بما يمكنهم من الانخراط في وظائف مناسبة بسوق العمل، وتعزيز مهارات الحياة الأساسية، ومنع حدوث انتكاسة لهم، والتوسع في تقديم خدمات غير مالية، بهدف إنجاح المنشآت الصغيرة ومتناهية الصغر، إضافة إلى تمويلها مالياً». ويتبع مشروع الحاضنة مسارين، يركز الأول على «تبني مجموعة من المخرجات، وإعطائهم جرعات تدريبية، بهدف تمليكهم مهارات الحياة الأساسية والتأهيل». فيما يركز المسار الثاني على «تبني مجموعة مخرجات من الراغبين في بدء مشاريعهم الصغيرة، ويتم تقديم الدعم المالي للراغبين وفق اللوائح المنظمة». وتشارك جهات عدة في المشروع، ومنها برنامج «الأمير محمد بن فهد لتنمية الشباب»، وإدارة السجون في الشرقية، ودار الملاحظة، ومجمع الأمل للصحة النفسية، والمصارف، والغرفة التجارية الصناعية، والجامعات والكليات. وأشار الأنصاري، إلى أن المؤسسة وضعت «خطة تتدرج في إعداد المخرجات التي يتبناها المشروع سنوياً، فسيتم البدء بتبني 25 شخصاً في السنة الأولى، ومن ثم يزداد العدد تدريجياً وفق الإمكانات المادية والفنية والإدارية المتاحة، إضافة إلى وضع مراجعة وتقويم مستمر لعمل المشروع، ومحتوى البرامج التأهيلية والتدريبية والدعم الفني، ووضع مجموعة من المعايير لقياس المردود الاجتماعي والاقتصادي، لعمل المشروع بهدف دعم عمليات التطوير المستمرة، وقياس مدى نجاح المشاريع الصغيرة الممولة، بهدف اتخاذ اللازم لتصحيح مسار تنفيذ المشاريع في وقت مناسب».