وصلت قوة بحرية كويتية، من اربعة زوارق، الى البحرين امس، لتنضم الى قوات خليجية سبق ان انتشرت في المملكة. وذكرت «وكالة انباء البحرين» ان مجموعة قطع من سفن البحرية الكويتية «رست على شواطىء المملكة ضمن قوات درع الجزيرة المشتركة». في الوقت ذاته عاد وفد طبي ارسلته الكويت الى البحرين بعدما تعذر دخوله اليها في ظروف غير واضحة. و ترددت معلومات غير رسمية ان الجهات الامنية البحرينية تحفظت أمنياً على مشاركين في الوفد. وجاء في بيان كويتي ان مجموعة من سفن القوة البحرية الكويتية رست في البحرين، «لتؤكد عمق العلاقات الوطيدة بين مملكة البحرين ودولة الكويت وما يجمعهما من تعاون على كافة المستويات والأطر واتفاقيات دفاعية وعسكرية مشتركة». وكان ولي العهد الكويتي الشيخ نواف الاحمد ترأس اجتماعا لمجلس الامن الوطني حضره مسؤولون في الحكومة، بينهم رئيس الوزراء. و جاء في بيان رسمي ان الاجتماع «عرض الاحداث والتطورات على المستوى الدولي والاقليمي والمنطقة العربية وفي مقدمها ما شهدته مملكة البحرين الشقيقة من احداث مؤسفة لم يألفها المجتمع البحريني استهدفت شق وحدته الوطنية وبث بذور الفتنة بين ابناء الشعب البحريني». وقال البيان «تؤكد دولة الكويت اميرا وحكومة وشعبا تضامنها الكامل مع مملكة البحرين الشقيقة انطلاقا من وحدة المصير المشترك بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية والروابط الاخوية العميقة التي تربط بين قيادتي وشعبي البلدين الشقيقين، وهي تضع كل امكاناتها وطاقاتها من اجل تكريس الامن والاستقرار في المملكة الشقيقة وعودة التلاحم المعهود بين ابناء الشعب البحريني وعلى رفعة البحرين في الوقت الذي ترفض فيه دولة الكويت اي تدخل خارجي في شؤون دول مجلس التعاون الخليجي مؤكدة قدرتها على احتواء كل اختلاف او عارض يطال اي منها فانها تؤكد في الوقت ذاته على قدرة الاشقاء في البحرين على تجاوز هذه المحنة». واعلنت وزارة الداخلية البحرينية ان الموقف الامني بشكل عام في المملكة «مطمئن ومستقر» مع عودة الحياة الى طبيعتها. وقالت: «هناك انتشار امني مكثف في جميع محافظات المملكة مع تسيير الدوريات في جميع الشوارع والطرق»، مضيفة انها «ستعمل الوزارة على تكثيف التواجد الامني على مدار الساعة في جميع المناطق والاحياء السكنية على حد سواء من اجل حماية المواطنين والمقيمين». واكدت الوزارة انه «تمت ازالة العديد من الحواجز والمتاريس والاسلاك الشائكة واعمدة الانارة التي تم اتلافها من اجل استخدامها من قبل الخارجين عن القانون ببعض مناطق المحافظة الشمالية لاعاقة قوات الامن». واضافت: «كما قامت قوات الامن بازالة نقاط التفتيش غير الرسمية التي تم وضعها من قبل المتطوعين من مختلف مناطق المملكة بعد ان طلبت منهم ذلك»، موضحة ان رجال الامن تمركزوا على الفور في هذه النقاط». واشارت الوزارة من جهة اخرى الى انه «تم تأمين مستشفى السلمانية الطبي وهو الان يقدم جميع خدماته الطبية المعتادة»، و»يمكن للمواطنين والمقيمين التوجه اليه للحصول على الخدمات الطبية بكل سهولة ويسر». وكانت البحرين اعلنت السبت منع تحركات اي سفن قرب شواطئها في فترات من الليل كما تحدثت اول من امس عن «افشال مخطط» كان يُحاك ضدها وضد باقي دول مجلس التعاون. وقال الملك حمد بن عيسى آل خليفة ليل الاحد - الاثنين ان «مملكة البحرين افشلت مخططاً خارجياً عمل عليه لمدة لا تقل عن عشرين او ثلاثين عاما». واضاف ان «المخطط الخارجي، استهدف البحرين، حتى تكون الارضية جاهزة لذلك وان نجح هذا المخطط في احدى دول مجلس التعاون فقد يعم هذه الدول». وأكد القائد العام لقوة دفاع البحرين المشير الركن خليفة بن أحمد آل خليفة، أن بلاده «جزء لا يتجزأ من منظومة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية»، مشيداً ب «جهود القوات المشتركة المنضوية تحت قوات درع الجزيرة في تعزيز التعاون والتكامل بين الدول الأعضاء بالمجلس، والمنطلقة من مبدأ الأمن الجماعي المتكامل والمتكافل لدول المجلس». وأثنى، خلال جولة تفقدية وحدات من قوات «درع الجزيرة» على «الوقفة الصادقة التي عبرت عنها دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، من خلال وصول قوات درع الجزيرة» الى البحرين. وفي ابوظبي حض الأمير تركي الفيصل، رئيس مجلس ادارة «مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الاسلامية»، على «اهمية توحيد القرارات الأمنية والسياسية لدول مجلس التعاون، وإعادة النظر في مسيرة المجلس وأهدافه». وتساءل عما «يمنع أن يتحول المجلس إلى اتحاد على غرار الاتحاد الأوربي، ويؤسس جيشاً خليجياً موحداً ويتملك قوة نووية تواجه القوة الإيرانية، إذا فشلت الجهود الدولية في منع إيران من امتلاك سلاح نووي أو تفكيك القوة النووية الإسرائيلية؟». ووصف الامير تركي الفيصل، في كلمة أمام المؤتمر السنوي السادس عشر ل «مركز الإمارات للدراسات والبحوث الإستراتيجية»، أمس ما شهده العالم العربي في الشهور الماضية وحتى الآن بزلزال سياسي، وقال: «تم تقسيم السودان، وسقط نظامان في تونس ومصر، وتتعرض ليبيا لزلزال آخر، وكادت تلحق بها مملكة البحرين».