واصلت قوات التحالف أمس عملياتها ضد نظام الزعيم الليبي معمر القذافي. وأعلن رئيس الأركان الأميركي الأميرال مايكل مولن أن المرحلة المقبلة من ضربات التحالف ستكون مهاجمة خطوط إمداد قوات القذافي لشل قدرتها على القتال. وأكد مولن أن الولاياتالمتحدة «تراقب عن كثب» مخزونات غاز الخردل التي يملكها الزعيم الليبي. وقال رداً على سؤال عن هذا الغاز الخطير جداً إن النظام الليبي «يملك كمية مخزنة من هذا الغاز ويمكنه أن يسبب الكثير من الضرر بهذا الغاز». وصاحب ثقة القيادة العسكرية الأميركية بتحقيق التدخل العسكري في ليبيا حتى الآن الأهداف المرجوة منه تطلع من القيادة السياسية في البيت الأبيض والخارجية إلى انشقاقات داخلية في النظام الليبي تمهد لحلول ديبلوماسية مع المعارضة تضمن خروج القذافي من السلطة. وأظهرت التصريحات الأميركية ارتضاء بالنتائج الأولية للتدخل والنجاح في تقويض القوة الجوية للقذافي وردعه عن محيط بنغازي. وأعلن مسؤول ليبي أن 48 شخصاً على الأقل قتلوا و150 جرحوا «معظمهم من النساء والأطفال» في ضربات التحالف. وذكر التلفزيون الليبي نقلاً عن ناطق باسم الجيش أن «أهدافا مدنية» في مدن طرابلس ومصراته وزوارة وبنغازي وسرت الساحلية تعرضت السبت لغارات «معادية». وقال ضابط في هيئة الأركان الأميركية إن المرحلة الأولى من الحملة التي أطلقت عليها وزارة الدفاع الأميركية اسم «فجر أوديسا» حققت نجاحاً، ولم تعد القوات الموالية للقذافي تزحف باتجاه بنغازي. وأفاد مصدر عسكري فرنسي أن العمليات الجوية الفرنسية مستمرة فوق ليبيا، وأنها لم تلق مقاومة. وأعلنت إيطاليا وبلجيكا وقطر مشاركتها في العملية، فيما توقعت بريطانيا أن تنضم إليها دول عربية أخرى في وقت وشيك. وأبحرت حاملة الطائرات الفرنسية شارل ديغول أمس من ميناء طولون المتوسطي. وأعلنت القيادة العسكرية الأميركية أنه تمت مهاجمة «أنظمة رئيسية في الدفاع الجوي ومواقع لصواريخ سام قرب طرابلس ومصراتة وسرت». وأوضح مولن أن الضربات لا تستهدف «الإطاحة بالقذافي»، بل «حماية المدنيين» الليبيين، فيما قال وزير المال البريطاني جورج أوزبورن إنه «تم اتخاذ كل الاحتياطات» لتفادي سقوط ضحايا مدنيين. وأعلن وزير الدفاع البريطاني ليام فوكس أن أول دولة عربية ستنضم إلى الهجوم الدولي على ليبيا خلال 48 ساعة، وذلك بعدما أجرى مشاورات مع «بعض القادة» في المنطقة. وذكر مسؤول فرنسي أن الهجمات الجوية بالطائرات والصواريخ «منسقة» من مقر أميركي في ألمانيا. وقال شهود إن قنابل ألقيت أمس قرب باب العزيزية مقر القذافي ما أدى إلى رد من المدفعية الليبية المضادة للطيران استمر نحو أربعين دقيقة. وكان التلفزيون الليبي ذكر أن مئات الأشخاص تجمعوا أمام باب العزيزية ومطار العاصمة للدفاع عنه. وتأمل واشنطن بأن تمهد هذه النتائج لزيادة الضغوط على النظام في شكل يؤدي إلى انشقاقات في صفوف المحيطين بالقذافي وبالتالي إلى مفاوضات ديبلوماسية تضمن تنحيه. وفي كل الحالات، تركز واشنطن على لسان مولن على «محدودية» العمل العسكري الحالي، وعلى انه لن يتطور إلى هجوم بري، حتى في حال بقي القذافي في السلطة. ويهدف التدخل، بحسب مصادر أميركية رسمية تحدثت إليها «الحياة»، إلى «عزل القذافي سياسياً وعسكرياً وإعطاء الثوار جرعة من الزخم تمكنهم من إعادة ترتيب صفوفهم بعد النكسات التي تعرضوا لها الأسبوع الماضي». وبدأت العملية العسكرية السبت مع تحليق طائرات «رافال» و «ميراج 2000» الفرنسية فوق الأراضي الليبية، ثم تدمير دبابات عدة تابعة للقوات الموالية للقذافي. وألقت ثلاث مقاتلات أميركية شبح «بي-2» أربعين قنبلة على قاعدة جوية لتدمير قسم كبير من سلاح الطيران الليبي، كما لاحقت الطائرات الحربية الأميركية قوات برية أيضاً بهدف تدميرها. ونفذت القوات البريطانية أولى غاراتها الجوية، في حين أطلقت صواريخ توماهوك من السفن والغواصات الأميركية قبالة السواحل الليبية. ودعت روسيا الائتلاف الدولي إلى استخدام القوة ضد «أهداف محددة» في ليبيا لتفادي وقوع ضحايا مدنيين، بحسب ما قال الناطق باسم وزارة الخارجية الروسية الكسندر لوكاشيفيتش في بيان. وأعربت إيران عن دعمها «للمطالب المشروعة» لليبيين، لكنها «شككت» في النوايا الحقيقية للغربيين الذين يشنون هجمات على ليبيا. وأمل رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان بأن تنتهي العملية العسكرية الدولية في ليبيا «في اسرع وقت»، فيما أعلنت الخارجية التركية أن أنقرة ستقدم «مساهمتها» لتسوية الأزمة في ليبيا. وأعلن وزير الدفاع الإيطالي اينياسيو لا روسا أن بلاده مستعدة للتدخل «بكل الوسائل المتاحة» لتحرير طاقم سفينة قاطرة إيطالية يحتجزها منذ السبت مسلحون في ميناء طرابلس.