واصلت قوات التحالف أمس عملياتها ضد نظام الزعيم الليبي معمر القذافي، الذي أكد مجددًا أنه لن يتراجع، وتوقع حربًا طويلة، قبل أن يعلن نظامه في المساء وقفًا جديدًا لإطلاق النار وذلك تجاوبًا مع الدعوة التي وجهها الاتحاد الأفريقي أمس الأول السبت إلى الوقف الفوري للأعمال الحربية، كما أعلن متحدث باسم الجيش الليبي. وقال المتحدث إن قيادة القوات المسلحة التزامًا منها بالبيان الصادر عن لجنة الاتحاد الافريقي السبت في نواكشوط والتزامًا منها بقرارات 1970 و1973 للامم المتحدة قد اعطت اوامرها بوقف فوري لإطلاق النار ابتداء من هذا الاحد (أمس) الساعة التاسعة مساء (19,00 ت غ). وغداة بدء الحملة العسكرية، اعلن رئيس هيئة اركان الجيوش الأمريكية الاميرال مايكل مولن أن المرحلة المقبلة من ضربات التحالف ضد قوات القذافي ستكون مهاجمة خطوط امدادها لشل قدرتها على القتال. واكد مولن أن الولاياتالمتحدة «تراقب عن كثب» مخزونات غاز الخردل التي يملكها الزعيم الليبي. وقال ردًا على سؤال حول هذا الغاز الخطير جدا، «انه يملك كمية مخزنة من هذا الغاز». واضاف «يمكنه أن يسبب الكثير من الضرر بهذا الغاز». وقال ضابط في هيئة الاركان الأمريكية إن المرحلة الاولى من الحملة حققت نجاحًا والقوات الموالية للقذافي لم تعد تزحف باتجاه بنغازي. والقت ثلاث مقاتلات أمريكية شبح «بي-2» اربعين قنبلة على قاعدة جوية كما ذكرت محطة تلفزيون «سي بي اس نيوز»، بدون أن يتم الحصول على تأكيد رسمي للعملية على الفور. وقالت المحطة إن هدف العملية كان تدمير قسم كبير من سلاح الطيران الليبي لكن الطائرات الحربية الأمريكية قامت بملاحقة قوات برية ايضا بهدف تدميرها. وفي طرابلس اكد الزعيم الليبي معمر القذافي في تسجيل صوتي بثه التلفزيون الحكومي امس أنه سينتصر داعيًا الغرب إلى مراجعة حساباته والتراجع. وتوقع القذافي أن تكون الحرب «الصليبية» التي يخوضها الغرب ضده «طويلة»، وتوعد بالقضاء على الذين يتعاونون مع قوات التحالف. وقال إن «المهاجمين مهزومون (...) نحن لن نتراجع ابدا، ولن نموت أنتم ستموتون وسنبقى احياء وننتصر». واضاف «انتم بامكانكم أن تتراجعوا وتنسحبوا وتذهبوا إلى بلدانكم وقواعدكم لكن نحن هذه ارضنا (...) أنتم بامكانكم أن تراجعوا حساباتكم وترجعون». من جهة اخرى، اكد القذافي أنه لن يترك الغرب يتمتع بنفط ليبيا، مشددًا على أن التحالف الذي بدأ هجومه امس الأول «سيسقط كما سقط هتلر ونابوليون وموسوليني». وقال «لن نتركهم يتمتعون بنفطنا (...) لن نفرط بثورة الفاتح ولن نترك امريكا (وفرنسا وبريطانيا) تتمتع بنفطنا». ودعا من اسماهم «المهاجمين المهزومين» و«الطغاة» إلى «مواجهة برية»، مؤكدًا أن «الليبيين على استعداد للاستشهاد»، موضحًا «نحن نوزع السلاح على الشعب الليبي كله». كما اكد أنه «سيقضي» على الذين يتعاونون مع «الحلف الصليبي». وقال ان «كل من يتعاون مع الحلف الصليبي سيتم القضاء عليه في بنغازي واي مكان آخر». وواصلت قوات التحالف امس العملية العسكرية التي اطلقت عليها وزارة الدفاع الأمريكية اسم «فجر اوديسا». واعلنت ايطاليا وبلجيكا وقطر مشاركتها في العملية فيما توقعت بريطانيا أن تنضم اليها دول عربية اخرى في وقت وشيك. واعلنت القيادة العسكرية الأمريكية أنه تمت مهاجمة «انظمة رئيسية في الدفاع الجوي ومواقع لصواريخ سام قرب طرابلس ومصراتة وسرت». من جهة اخرى، اكدت مصادر طبية أن اكثر من تسعين شخصًا قتلوا مساء الجمعة والسبت في المعارك التي دارت اثر مهاجمة القوات الموالية للنظام الليبي لقوات المعارضة في بنغازي. وافاد الثوار أن المدفعية والدبابات قصفت الاحياء الغربية وطاولت بعض القذائف وسط المدينة. وشوهد آلاف الاشخاص السبت يفرون عبر المدخل الشمالي الشرقي للمدينة. من جهته، انتقد الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى قصف التحالف الدولي للمدنيين في ليبيا، مؤكدًا أن ما حدث يختلف عن الهدف من الحظر الجوي الذي كنا نريد منه حماية المدنيين وليس قصف مدنيين اضافيين.