قال اثنان من مقاتلي المعارضة السورية وشاهد إن أول رتل عسكري في العملية التي تنفذها تركيا في محافظة إدلب دخل المنطقة في ساعة متأخرة من مساء أمس (الخميس). وقال قيادي في الجيش السوري الحر يدعى أبو الخير ويعمل انطلاقاً من هذه المنطقة إن «الرتل العسكري ضم حوالى 30 آلية، ودخلت سورية قرب معبر باب الهوى». وكان الرتل متجه إلى تلة الشيخ بركات التي تطل على منطقة واسعة من شمال غربي سورية، يسيطر عليها مقاتلو المعارضة وأيضاً منطقة عفرين التي تسيطر عليها وحدات حماية الشعب الكردية. وأوضح أبو الخير أن «قافلة الجيش التركي رافقها مقاتلون من هيئة تحرير الشام»، وهي تحالف من جماعات متشددة بينها فرع تنظيم «القاعدة» السابق الذي كان يعرف في ما مضى ب«جبهة النصرة». وذكر مسؤول آخر في الجيش السوري الحر في المنطقة إن الرتل العسكري التركي دخل تحت حماية «هيئة تحرير الشام» لاتخاذ مواقع على خط المواجهة مع وحدات حماية الشعب. وقالت تركيا يوم السبت إنها تنفذ عملية عسكرية في إدلب والمناطق المحيطة بها، في إطار اتفاق توصلت إليه مع روسيا وإيران الشهر الماضي لفرض تطبيق منطقة «عدم التصعيد» في شمال غربي سورية. وهذه المنطقة واحدة من مناطق عدة أقيمت في أنحاء سورية لخفض حدة القتال بين فصائل المعارضة التي تشمل جماعات تساندها تركيا، والحكومة المدعومة من روسيا وإيران. وتعارض «تحرير الشام» اتفاق عدم التصعيد مع الحكومة، لكن دورها في مرافقة فريق الاستطلاع التركي يوم الأحد أوضح أنه قد لا تكون هناك أي مواجهة عسكرية مباشرة بين مقاتليها وتركيا. وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قال يوم السبت الماضي إن العملية العسكرية التركية في إدلب ستضم أيضاً جماعات سورية معارضة شاركت في عملية درع الفرات التي بدأتها أنقرة في سورية العام الماضي على مسافة أبعد نحو الشرق. ومن بين أهداف قرار تركيا الشروع في حملة «درع الفرات» قبل عام إبعاد تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) من الحدود، لكنه استهدف أيضاً منع وحدات حماية الشعب الكردية من السيطرة على مزيد من الأرض. وسبق أن خاض مقاتلو «تحرير الشام» وعناصر عملية «درع الفرات» قتالاً ضد بعضهم بعضاً. وقاتلت «هيئة تحرير الشام» هذا العام فصائل أخرى بالمعارضة المسلحة في إدلب والمناطق المحيطة بها في مسعى لتعزيز سلطتها. وسيطرت «وحدات حماية الشعب» على أجزاء كثيرة من شمال شرق سورية بدعم من الولاياتالمتحدة في معركتها ضد «داعش»، وهي تحاول ربط هذه المنطقة بتلك التي تسيطر عليها في عفرين. وتعتبر تركيا الوحدات امتداداً لحزب العمال الكردستاني الذي يقاتل في تركيا. وبحصولها على موطئ قدم في تلة الشيخ بركات ستتمكن قواتها من تطويق عفرين من ثلاث جهات. وظهرت العديد من المركبات العسكرية التركية وسيارات الإسعاف والدبابات في صور نشرتها وكالة أنباء الأناضول في وقت متأخر من مساء الخميس، بينما كانت متمركزة في قرية قرب بوابة ريحانلي الحدودية التركية في الجبهة المقابلة من معبر باب الهوى.