بعد مضي ما يزيد على 10 سنوات في العمل من المنزل، قررت الفتيات الجداويات ريم العسلان، وأريج فتح الدين، وسحر آشي، افتتاح مطعم نسائي مختص في تجهيز وبيع المأكولات الحجازية الثراثية. وبحسب ريم وأريج وسحر، أن «الفكرة تلخصت في إعادة تقديم المأكولات الحجازية بطرق مبتكرة، بعدما ضاعت قيمتها، واختفت وسط زحام المطاعم المتخصصة في تقديم أطعمة بلدان العالم». وقالت العسلان ل«الحياة»: «نرى مطاعم إيطالية وأخرى للأطعمة الإيرانية، والهندية والصينية، ولا نجد مطاعم مختصة في بيع الأطعمة الحجازية التي كانت تعدها الأسرة السعوية سابقاً». وأشارت إلى «أن الهدف من تبنينا لهذه الفكرة، إعادة تراثنا القديم من خلال تلك الأطعمة التي لا يتم أعدادها إلا في المنازل ومن سيدات كبيرات في السن». وحول دخولها لهذا المجال قالت: «بدأت أمارس العمل في تجهيز الأطعمة الشعبية وبيعها قبل 10 سنوات من منزلي، وشجعني على ذلك أهلي وصديقاتي اللائي كن يطلبن مني إعداد بعض الأطعمة التي كنت أجيد إعدادها». مضيفةً «بدأت شهرتي تنتشر أكثر وأوسع من مجتمعي المحيط، وأصبحت أتلقى طلبات لإعداد الأطعمة من خارج نطاق عائلتي وصديقاتي». وفي الوقت الذي حققت فيه ريم العسلان انتشاراً في الأوساط النسائية، قررت أريج خوض تجربة مختلفة بافتتاحها مطعماً داخل أحد المراكز التجارية في جدة. وتقول: «فكرت في العمل التجاري وسط أحد المولات بعدما نلت شهرةً كبيرةً في الأوساط النسائية»، مشيرة إلى أن فكرة المطعم تعتمد على طبخ وتجهيز الأطعمة من قبل فتيات سعوديات عملن معها، في حين كان استقبال الطلبات وتسليم الأطعمة مقتصراً على الرجال. وتضيف: «المطعم كان نسائياً 100 في المئة من حيث الإشراف وإعداد الطعام، واقتصر وجود العمال الرجال على استلام الطلب وتسليمه للزبائن». وبعد مضي ثلاث سنوات، قررت أريج الانتشار بشكل أكبر من خلال افتتاح مطعم على أحد الشوارع الرئيسة في جدة، لاسيما وأن زبائنها كانوا مقتصرين على رواد المركز التجاري، وقالت «المطعم الجديد هو تطور للفكرة السابقة، أذ نسعى إلى تقديم المأكولات الحجازية بحسب الطلب، إضافةً إلى تجهيز المناسبات». الشروط المطلوبة وأكدت مصادر مطلعة في أمانة جدة أن النظام الجديد يتيح للمرأة السعودية مزاولة الأنشطة التي يزاولها الرجل، وتقدم إدارة الرقابة النسائية كل الاشتراطات المراد الاستفسار عنها من قبل مراجعات الأمانة حيث تتنوع تلك الاشتراطات بتنوع الأنشطة من مهنية أو صحية و غيرها. وعن استفسار الكثير حول تراخيص المطاعم النسائية أكدت مصادر ل«الحياة» أنه متى تم استيفاء الشروط الواجب توافرها في الموقع الخاص بنشاط المطعم، تمنح المرأة ترخيصاً تستطيع من خلاله مزاولة عملها. وقالت تلك المصادر «إن من شروط المطعم أن يكون على شارع عرضه 20 متراً، وعلى شارع تجاري مع تجنب استخدام المناطق التي تمثل بيئتها خطراً على سلامة الأغذية، أو ضرراً مباشراً للمجاورين». وأضافت: «يتم الترخيص من البلدية الفرعية الواقع المحل في نطاقها، مع الالتزام باللوائح والأنظمة والقوانين التابعة لوزارة الشؤون البلدية و القروية، والضوابط الخاصة بعمل المرأة، بحيث يشترط أن يكون الموقع منفصلاً تماماً عن الرجال، وأن يكون على شوارع رئيسة أو تجارية أو ضمن مراكز». ولفتت إلى أن تعيين حراسة أمنية لمنع دخول الرجال يأتي ضمن الشروط، إضافة إلى عزل واجهات المحال بحيث لا تسمح الواجهات برؤية ما بداخلها و أن تقفل الأبواب أوتوماتيكياً، موضحة أن الأمانة اعتمدت إجراءات جديدة تهدف إلى تذليل الكثير من الصعوبات التي تواجه سيدات الأعمال. وأوضحت المصادر أن التراخيص الممنوحة للأسر المنتجة ينطبق عليها ما ينطبق على اشتراطات المنشآت الغذائية الصحية، من تراخيص، وكروت صحية للعاملات، ونظافة عامة للمحل، إضافةً إلى التأكد من صلاحية المواد الأولية المستخدمة في الغذاء، والتأكد من مصدرها، منعاً من إلحاق الضرر بالمواطنة. وأكدت أن هدف الأمانة وغايتها جعل المرأة السعودية رائدةً في المجتمع التجاري النسائي، ومنطلقاً من ثقة الأمانة في تميز المرأة السعودية، كسيدة أعمال ناجحة بتميزها.