فتح احد الاعضاء البارزين في الكونغرس من الحزب الجمهوري النار على سياسات الرئيس الاميركي دونالد ترامب، وحذّر السيناتور بوب كوركر من أن تهديدات ترامب المندفعة للدول الأخرى، «تضع الولاياتالمتحدة على مسار حرب عالمية ثالثة»، منتقداً أداءه الذي «يشبه عرضاً في تلفزيون الواقع» . وكان ترامب فتح شجاراً كلامياً وعلنياً مع كوركر، الذي ردّ عليه بقسوة، مهدداً بإطاحة خطط الإصلاح الضريبي والعقوبات على إيران بسبب الخلاف مع الرئيس، وعدم امتلاك البيت الأبيض الأصوات الكافية لتمرير هذه التشريعات. ويعكس خلاف ترامب وكوركر استمرار الفشل التشريعي لترامب، الذي لم ينجز أي اختراق مع الكونغرس منذ تسلمه الحكم مطلع السنة الحالية، وكذلك الشرخ داخل الحزب الجمهوري وفشل الرئيس في حصد تأييد أعضائه على الأقل. كوركر الذي كان من أبرز حلفاء ترامب في حملة الانتخابات الرئاسية، بات اليوم من ألد خصومه وانضم قبل سنة من تقاعده من مجلس الشيوخ، إلى قافلة المعارضين الجمهوريين للسياسات الخارجية للرئيس وتحجيمه دور وزير الخارجية ريكس تيلرسون، حليف كوركر. وظهر السجال إلى العلن الأحد حين كتب ترامب على «تويتر» أن «كوركر قرّر عدم الترشح إلى انتخابات مجلس الشيوخ مجدداً لأنه يفتقد الشجاعة». وردّ السيناتور بأن البيت الأبيض «تحوّل إلى مركز لرعاية كبار السن». وفي تغريدة أخرى، كتب ترامب «توسّل إليّ كوركر كي أدعم إعادة انتخابه في تينيسي، فرفضت، ما جعله ينسحب من الانتخابات. كما أراد أن يكون وزيراً للخارجية فقلت: لا شكراً». لكن كوركر نفى ما زعمه الرئيس، وقال ل «نيويورك تايمز»: «لا أعرف لماذا يكتب الرئيس أموراً غير حقيقية». ولاحقاً، كتب ترامب: «أعطانا كوركر الاتفاق الإيراني، وهذا كل شيء، في حين نحتاج إلى قانون للرعاية الصحية وآخر لخفض الضرائب وإصلاحها، وإلى أشخاص يملكون القدرة على التنفيذ». ولا شك في أن الخلاف يقوّض الأجندة التشريعية لترامب في مرحلة حاسمة من ولايته، إذ يعتبر صوت كوركر مهماً جداً لتمرير إصلاحات ضريبية وتحديد مصير الاتفاق النووي مع إيران. ووصف كوركر ترامب بأنه «مقلق لأي شخص يهتم بأمّتنا»، منتقداً مشروع الإصلاح الضريبي، «لأنه يزيد العجز في الموازنة ما يطيح فرص إقراره». وعلى رغم أن العداء بين ترامب وكوركر تطلّب وقتاً طويلاً ليظهر إلى العلن، لكنه انفجر بعدما بدا أن ترامب يحاول سحب البساط من تحت قدميّ وزير خارجيته تيلرسون، الذي حاول فتح حوار مع كوريا الشمالية، قبل أن يعلن ترامب أن تيلرسون «يهدر وقته في محاولة التفاوض». وقال كوركر الذي بدا محبطاً في شكل واضح لصحافيين، إن «تيلرسون لا يحصل على الدعم الذي يحتاج إليه من الأعلى، في وقت أعتقد أنه يساعد مع وزير الدفاع جيمس ماتيس وكبير الموظفين في البيت الأبيض جون كيلي، في إبعاد بلادنا من الفوضى، وهو ما يجعلني أؤيدهم بقوة».