بعد استقالات وتغييرات في فريقه الذي يديره الجنرال جون كيلي اليوم، يشعر الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالاكتئاب والعزلة وبأنه «مقيد» في المكتب البيضاوي، فيما يواجه برنامجه التشريعي امتحاناً مصيرياً مع الكونغرس هذا الشهر، في وقت تستمر شعبيته في الانزلاق إلى مستويات قياسية متدنية بين الأميركيين. الرئيس «يشعر بأنه مقيد ومكتئب»، هكذا نقلت صحيفة «واشنطن بوست» أمس عن أجواء البيت الأبيض. وقال أحد المقربين من الرئيس: «إنه يعيش فترة صعبة. لا يعجبه ما تقوله عنه وسائل الإعلام. لا تعجبه الطريقة التي يعامله بها كيلي». ويرى بعض أصدقاء ترامب أن الصدام قادم لا محالة بين الرئيس السريع الانفعال وكيلي، الذي يقال إنه يتخذ إجراءات صارمة لترتيب أوضاع البيت الأبيض الداخلية المضطربة على وقع إقالات واستقالات متتابعة. وتطاول التغييرات إلى جانب الاستقالات وخروج وجوه اليمين المتشدد، رقابة أكبر على ما يقرأه الرئيس ومن يدخل ليتحدث معه يومياً. وعبّر ترامب لأصدقائه عن استيائه من عدم دخول مستشاريه ومساعديه في شكل عفوي إلى المكتب البيضاوي، الذي كان بابه مفتوحاً للثرثرة والدردشة مع ترامب قبل وصول كيلي. وقالت الصحيفة إن ترامب يتصل سراً بمساعده السابق ستيف بانون، من دون علم كيلي، فيما قطع المدير الجديد الاتصالات واللقاءات مع السفير السابق والمتشدد جون بولتون. ونقلت عن مصادر مقربة من ترامب، أن خيبة أمل الرئيس المتصاعدة من وزير الخارجية ريكس تيلرسون تتناول خلافات الرجلين في شأن عدد من السياسات، منها «مستوى الوجود العسكري في أفغانستان، وأزمة قطر والموقف من كوبا». ورجحت الصحيفة استقالة تيلرسون قبل بداية السنة المقبلة، وفي حال حدوث ذلك، فإن السفيرة لدى الأممالمتحدة نيكي هايلي من أبرز المرشحين لخلافته. تتحدث المصادر عن سخط ترامب من تصريحات مدير المجلس الاقتصادي الوطني غاري كون، الذي دان مواقف الرئيس من حوادث مدينة شارلوتسفيل، التي شهدت اشتباكات عنيفة بين أنصار الجماعات العنصرية المتطرفة ومناهضيهم الشهر الماضي. ويحتاج ترامب إلى إبقاء كوهن في منصبه بسبب ثقة السوق المالية به، وإشرافه اليوم على مشروع قانون الإصلاح الضريبي. وخفف الإيقاع الانضباطي الجديد، الذي فرضه كيلي، من مستوى التسريبات والعناوين العشوائية من البيت الأبيض، إلا أنه لم يرفع من شعبية ترامب المتهاوية إلى نسبة 34 في المئة في استطلاع «غالوب». ولا تساعد الرئيس علاقته المتشنجة مع الكونغرس، قبل أسابيع مصيرية للجمهوريين ولأجندة ترامب التشريعية. وسيدرس الكونغرس بعد عودته الأسبوع المقبل من عطلة الصيف، مشاريع تتناول رفع سقف الدين، والموازنة والإصلاح الضريبي. ويهدد إصرار ترامب على تمويل الجدار مع المكسيك ومعارضة النواب، بإغلاق الحكومة الأميركية. ولم ينجح ترامب في تمرير أي تشريع حيوي في الشهور السبعة الأولى. وتقول «نيويورك تايمز» إنه على قطيعة مع زعيم مجلس الشيوخ الجمهوري ميتش ماكونيل. وفي حال عدم تمرير التشريعات الاقتصادية سيقوض بالكامل برنامجه حتى السنة المقبلة والدخول في موسم الانتخابات النصفية. وأعلن البيت الأبيض أول من أمس أن ترامب لم يتخذ حتى الآن قراراً، في شأن مستقبل برنامج يسمح بمنح مئات الآلاف من الشبان المقيمين بطريقة غير مشروعة تصاريح إقامة خاصة. وقالت الناطقة باسم الرئاسة الأميركية ساره ساندرز إن «القرار النهائي لم يتخذ»، في حين نقلت «فوكس نيوز» أن ترامب سيلغي البرنامج. والبرنامج المعروف باسم «داكا» أحدثه بمرسوم الرئيس السابق باراك أوباما.