تعبر رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، التي أضعفها مؤتمر الحزب الكارثي، عن تفاؤلها للمشرعين البريطانيين في شأن مفاوضات الخروج من الاتحاد الأوروبي اليوم (الإثنين)، لكنها ستبلغهم بأن الكرة في ملعب بروكسيل لاتخاذ الخطوة المقبلة. وشهدت ماي تراجع سلطتها منذ انتخابات حزيران (يونيو) الماضي التي كلفت «المحافظين» غالبيتهم في البرلمان. وفي مؤتمر حزبها الأسبوع الماضي، تأثر خطابها بنوبات سعال وبسقوط أحرف شعار حزبها المعلقة خلفها. وأعلن رئيس سابق للحزب أن مجموعة من المشرعين تحاول الإطاحة بها. من ناحية أخرى، فشلت ماي حتى الآن في إقناع بروكسيل ببدء محادثات في شأن علاقة بريطانيا المستقبلية مع الاتحاد الأوروبي بعد مرور ستة أشهر من أصل عامين لخروج بريطانيا منه. وقال مكتب ماي إنها ستقول للمشرعين اليوم إنها تقدم لأوروبا «شراكة جديدة وعميقة وخاصة» مع بريطانيا. وعلى الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي اتخاذ الخطوة التالية، لكنها تتوقع أن يقبلوا عرضها. وستقول ماي للمشرعين «الكرة في ملعبهم. لكني متفائلة بأننا سنتلقى رداً إيجابياً«. وكانت بريطانيا تهدف إلى بدء المحادثات في شأن علاقتها المستقبلية مع الاتحاد الأوروبي بعد قمة في بروكسيل هذا الشهر. لكن رئيس المفوضية الأوروبية قال الشهر الماضي إن ثمة حاجة إلى «معجزة» من أجل تحقيق تقدم كاف لدفع المحادثات إلى ما بعد الشروط الأولية لانسحاب بريطانيا. وتقول بروكسيل إنها لن تناقش علاقاتها المستقبلية مع بريطانيا حتى توافق لندن على سداد ما عليها وتحدد مصير مواطني الاتحاد الأوروبي الذين يعيشون في بريطانيا وتضع خطة للحدود البرية المستقبلة بين المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي في آرلندا. وكانت تهدف ماي في خطاب الشهر الماضي إلى دفع المحادثات عندما طلبت فترة انتقالية مدتها عامان تبقى خلالها بريطانيا داخل الاتحاد الجمركي والسوق الموحدة للاتحاد الأوروبي إلى حين وضع الترتيبات المستقبلية. لكن قبل أيام من خطابها، كتب وزير خارجيتها بوريس جونسون مقالاً صحافياً طويلاً يطرح خلاله خططه الخاصة لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، الأمر الذي رأى حلفاء ماي أنه خطوة لتقويض سلطتها داخل الحزب.