أملت وزيرة خارجية إسبانيا ترينيداد خيمينيث غارسيا هريرا ب «تشكيل الحكومة اللبنانية قريباً»، وشددت من جنوب لبنان على وجوب «إطلاق عملية السلام في الشرق الأوسط لإحلال السلام في هذه المنطقة التي تشهد النزاعات والحروب». وفي اليوم الثاني لزيارتها لبنان، المحطة الأخيرة في جولة شرق أوسطية، انتقلت الوزيرة الإسبانية يرافقها السفير الإسباني لدى لبنان خوان كارلوس غافو ووفد سياسي ووزاري إسباني، الى الجنوب متفقدة كتيبة بلادها العاملة في إطار «يونيفيل» والمتمركزة في مرجعيون، ووصلت اليها بواسطة مروحية آتية من بيروت وحطت بها في قاعدة الكتيبة في سهل بلاط، ووضعت إكليلاً على لوحة داخل القاعدة تؤرخ مقتل عدد من الجنود الإسبان في الجنوب، ثم التقت القائد العام ل «يونيفيل» الجنرال ألبرتو أسارتا وقادة وضباط الكتيبة الإسبانية وتناولت الغداء معهم. وأكدت في تصريح «استمرار مشاركة الوحدة الإسبانية في «يوينفيل» في الجنوب لحفظ الأمن والاستقرار وتنفيذ القرار الدولي 1701»، مشيدة ب «دور ال «يونيفيل» في جنوب لبنان لإحلال السلام في ربوع هذه المنطقة». وكانت المسؤولة الإسبانية أكدت في مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية اللبناني علي الشامي عقداه في وقت متأخر من ليل أول من أمس، بعد محادثات في قصر بسترس، أن «لبنان يتمتع بمكانة مهمة في خضم التغيرات التي يشهدها العالم العربي والمنطقة في هذه الآونة. وإسبانيا راهنت دائماً ولا تزال تراهن على السلام والأمن، ونحن لدينا أكثر من ألف جندي إسباني مشارك في قوات «يونيفيل» ويقودها الجنرال الإسباني البرتو أسارتا، وهذا الأمر يعكس مدى الالتزام الذي تشعر به وتمارسه إسبانيا حيال السلام في شكل عام، وحيال السلام في جنوب لبنان في شكل خاص». وجددت أملها في تشكيل الحكومة اللبنانية «في أقرب وقت وأن تشمل كل الأطياف». وقالت: «نعرف أن لبنان برهن دائماً على قدرته على احتواء التنوع والاستفادة منه، وبالتالي فهو يمثل نموذجاً لتعايش كل الأطياف وكل القناعات في المنطقة ككل، ما سينعكس مباشرة وفي شكل إيجابي على الاستقرار في لبنان والمنطقة في شكل عام وسيكون له آثار إيجابية على عملية السلام». وأشارت إلى محادثاتها مع الرئيس المكلف تشكيل الحكومة نجيب ميقاتي، وتأكيده لها «التزام حكومته المواثيق والالتزامات التي أخذتها دولة لبنان على عاتقها إذ إنه يعتبر أن تلك الالتزامات لم تكن من طرف الحكومة اللبنانية، بل من طرف الدولة اللبنانية وبالتالي لا مناص من الاستمرار باعتبارها التزامات له أيضاً». رسالة من نابوليتانو الى كتيبة ايطاليا من جهة ثانية، توجه الرئيس الإيطالي جورجيو نابوليتانو الى قوة بلاده العاملة في اطار «اليونيفيل» في لبنان، لمناسبة الذكرى ال 150 لوحدة ايطاليا، في رسالة ألقاها السفير الايطالي في لبنان جوزيبي مورابيتو خلال الاحتفال الذي اقامته القوة الايطالية في مقر قيادتها في بلدة شمع - قضاء صور، أكد فيها «ان وجود الجنود الإيطاليين على أرض لبنان، يعمل على نشر المفهوم التوحيدي الوطني الايطالي في العالم، من خلال العمل كتفاً إلى كتف مع زملائكم في الجيش اللبناني، ومع المواطنين المحليين، وإنكم تقدمون مثالاً حيّاً على الوحدة والتضامن». استهل الاحتفال الذي حضره قائد منطقة قطاع جنوب الليطاني اللبناني العميد الركن صادق طليس، وقائد اللواء الخامس العميد الركن شربل ابو خليل، وقنصل إيطاليا الفخري أحمد سقلاوي، ورئيس بلدية صور المهندس حسن دبوق، وقادة ألوية الجيش المنتشرة جنوب الليطاني وقادة الكتائب الدولية المشاركة في «يونيفيل» ورؤساء بلديات قرى في قضاءي صور وبنت جبيل، برفع أعلام لبنان والأممالمتحدة وإيطاليا، ووضع إكليل من الزهر على النصب التذكاري لشهداء حفظ السلام. ثم دقيقة صمت عن أرواح ضحايا زلزال اليابان. وقال نابوليتانو في رسالته: «أجد ان الاحتفال بهذه المناسبة من تاريخنا الموحد في لبنان ومع القوة الإيطالية العاملة في اليونيفيل، معبِّر جداً». وأضاف: «إن مهماتنا في الخارج في خدمة السلام والأمن العالميين بموجب قرارات الأممالمتحدة، هي الوريث الشرعي للأحداث التاريخية لعصر النهضة ولأثرها المثالي الذي قاد إلى وحدة إيطاليا التي أعلنت في تورينو في 17 آذار 1861». وخاطب الجنود الإيطاليين قائلاً: «أنتم رسل قيمنا وثقافتنا، واصِلوا العمل على هذا المنحى الإنساني، الذي جعلكم مقبولين ومقدَّرين في قلوب الأصدقاء اللبنانيين وعيونهم». وألقى قائد القطاع الغربي في «يونيفيل» قائد القوة الإيطالية الجنرال غوليليمو ميليتا كلمة باسم وزير الدفاع الايطالي قال فيها: «نحن الايطاليين في جنوب لبنان، كما جميع مواطنينا على التراب الوطني، نستخلص العبر ونستلهم الافكار من القيم المؤسسة التي توحَّدْنا حولها وما زلنا منذ 150 عاماً. والاحتفال بهذه الذكرى يعني أن نتحقق فعلياً من أين أتينا والى أين وصلنا والى أين نحن ذاهبون». وأضاف: «يقوم اليوم ثمانية آلاف جندي ايطالي بأداء مهماتهم خارج التراب الوطني، من لبنان الى كوسوفو، ومن أفغانستان الى العراق، مستحوذين على التقدير والاحترام الكبيرين للطريقة التي يعملون بها». ثم جال الحضور على معرض الآليات العسكرية الايطالية المتطورة لكشف الألغام وأجهزة اتصالات وآليات ودبابات متطورة.