رأت مصادر مقربة من الوفد الإيراني الذي أجرى جولة محادثات نووية حول ملف البرنامج النووي، استمرت 3 أيام مع الدول الست الكبرى في فيينا، أن «إبرام اتفاق نهائي وشامل لم يكن بعيد المنال»، على رغم عدم تحقيق تقدم، ما دفع أبرز المفاوضين عباس عراقجي إلى اعلان احتمال تمديد المفاوضات ستة أشهر بعد 20 تموز (يوليو) المقبل، مشدداً على ضرورة التزامها إطار اتفاق جنيف الذي أبرِم في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي. ووصفت المصادر التي تحدثت إلى «الحياة»، مطالب بعض المندوبين الغربيين بأنها «غير واقعية وتجاوزت المتوقع»، مؤكدة التزام الوفد الإيراني بالثوابت التي وضعتها القيادة في طهران والتي «لا مساومة عليها». ولفتت إلى استعداد طهران لإزالة كل مخاوف الغرب «لكنها لن تسمح بتحقيق أهداف أخري بحجة تبديد هذه المخاوف». وتلك إشارة إلى قضية الصواريخ الباليستية الإيرانية التي طالب الوفدان الفرنسي والأميركي ببحثها قبل بدء كتابة مسودة الاتفاق النهائي، وهو ما عارضه الوفد الإيراني الذي أوضح انه غير مفوّض مناقشة هذه المواضيع في المفاوضات «النووية». وأوضحت المصادر أن الوفد أصرّ على أن نشاطات تخصيب اليورانيوم تستند إلي مستوي حاجة إيران من الوقود النووي المستخدم في المفاعلات، وعدم تعليق العمل في مفاعل آراك، فيما طالب بإنهاء العقوبات الاقتصادية بالتزامن مع توقيع الاتفاق النهائي. وكشف السفير الفرنسي السابق لدى إيران (بين عامي 2001 و2005) فرنسوا نيكولو، عن أن «الغربيين يريدون قسمة عدد أجهزة الطرد المركزي في إيران على أربعة أو خمسة، فيما تؤكد طهران أنها تحتاج إلى 50 ألف جهاز على الأقل لتلبية حاجاتها المتوقعة في البحوث وإنتاج الكهرباء، ما يعني أن الهوة كبيرة بين الجانبين». وشدد الأمين العام لمجمع تشخيص مصلحة النظام الإيراني محسن رضائي، على ان الصواريخ الباليستية وباقي التجهيزات الدفاعية هي ضمن «الخطوط الحمر» التي لا تمكن مناقشتها علي طاولة المفاوضات «النووية»، في حين اعتبر رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشوري (البرلمان) علاء الدين بروجردي، أن «الصواريخ الإيرانية أكبر من طاولة المفاوضات». ونفى مستشار مرشد الجمهورية للشؤون الدولية علي ولايتي فشل المفاوضات، مشيداً بتقيّد المفاوضين الإيرانيين بالنهج الذي رسمته القيادة. وفي كلمة ألقاها في ختام المهرجان الوطني لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، دعا الرئيس الإيراني حسن روحاني إلى «تحصين الأمن القومي للبلاد وأسرارها القومية». وزاد: «تحقيق التنمية والاقتصاد المقاوم غير ممكن من دون امتلاك تكنولوجيا حديثة، خصوصاً أننا ماضون نحو الأسرة العالمية التي حلت بدلاً من القرية العالمية في عصر الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات».