أعلن رئيس جنوب السودان سلفاكير ميارديت أن كل من ارتكب جريمة قتل خلال الأحداث التي وقعت في الدولة الوليدة منذ كانون الأول (ديسمبر) الماضي، سيعاقب بالقتل. وأوضح في خطاب خلال احتفال في جوبا بمناسبة ذكرى تأسيس حزب «الحركة الشعبية لتحرير السودان» الحاكم، أن كل من قتل شخصاً أو ارتكب جناية تحت ذريعة بأنه أمر من الرئيس فهو كاذب. وقال إن لجنة التحقيق التي كونها برئاسة وزير العدل، ستحقق في كل الانتهاكات التي وقعت وستقدم الجناة إلى القضاء «ولن يفلت أحد من العقاب». ودعا سلفاكير الذين لجأوا إلى دول الجوار أو النازحين في الداخل إلى العودة إلى منازلهم والمشاركة في بناء الجنوب خلال الفترة المقبلة. وشكر رئيس جنوب السودان بعثة الأممالمتحدة في الجنوب والمجتمع الدولي للوقوف مع بلاده خلال احداث العنف، عبر تقديم الحماية والمأوى والطعام لملايين النازحين. وشهد الجنوب موجة عنيفة من العنف بين القوات الحكومية وأخرى موالية لرياك مشار، نائب الرئيس السابق، ما أدى إلى مقتل آلاف وتشريد الملايين. واتهمت الأممالمتحدة طرفي النزاع بارتكاب جرائم ضد الإنسانية. وأعلنت أنها ستنشئ محكمة خاصة للتحقيق في الجرائم التي وقعت في جنوب السودان. من جهة أخرى، وصف وزير خارجية جنوب السودان برنابا بنجامين ماريال، العلاقات بين جوباوالخرطوم ب «المتطورة»، نافياً وجود أي أزمة بين الجانبين. وأشار ماريال أمس، إلى أن الحراك الديبلوماسى بين البلدين خلال الفترة الماضية، وانسياب نفط الجنوب عبر الأنبوب الشمالي، أقوى دليل على ذلك. وأضاف: «حتى الآن لم نتلق من وزارة الخارجية السودانية ما يفيد بزيارة لمشار للخرطوم، مؤكداً ثقة بلاده بأن «أي خطوة من هذا القبيل سنتلقى بها إخطاراً من الحكومة السودانية، لاعتبارات التنسيق المشترك في شأن إحلال السلام والاستقرار في البلاد». وشدد على أن استقرار الجنوب من شأنه استقرار المنطقة، كما أنه ينعكس على الأوضاع في السودان. على صعيد آخر، أعلن إبراهيم غندور، مساعد الرئيس السوداني وكبير مفاوضي الحكومة، أن الخرطوم تستعد لجولة ثامنة من المحادثات مع متمردي «الحركة الشعبية- الشمال» لتسوية النزاع في منطقتي جنوب كردفان والنيل الأزرق خلال الأيام المقبلة. وأبلغ غندور السفراء الأفارقة المعتمدين في الخرطوم، أن الحكومة ستستمر في نهجها التفاوضي مع متمردي « الحركة الشعبية – الشمال» في شأن المنطقتين، على رغم سلبية المتمردين في هذا الملف وتعنتهم، وزاد: «إن الحكومة لن تيأس في سبيل إيجاد حل للقضية». وأضاف غندور إن عدد الجولات مع المتمردين بلغت سبع، من دون التوصل إلى خطوات ملموسة، على رغم أن الجولة الأخيرة حققت بعض التقدم في بعض النقاط. وأجرى الوسيط الأفريقي ثابو مبيكي محادثات في العاصمة الخرطوم مع الحكومة والمعارضة، لضمان نجاح جولة مفاوضات ثامنة.