يبدو أن التلفزيونات اللبنانية بدأت تتسلل إليها ظاهرة الممثل الكاتب، أي الممثل الذي يتحول إلى كاتب للمسلسلات. فبعد النجاح الذي حققته كلوديا مارشليان ومنى طايع في فن كتابة المسلسلات، ودخول ريتا بارصونا على الخط، بدأ اسم جديد يتردد في هذا الحقل هو الممثل الشاب طارق سويد الذي كتب مسلسلاً يعرض على شاشة المؤسسة اللبنانية للإرسال (أل بي سي) بعنوان «متل الكذب» الذي يؤدي بطولته طلال الجردي، ماغي بو غصن، ريتا حايك، أليسار حاموش، مي سحاب وجيه صقر، نيكولا معوض، وسويد وعدد من الممثلين، من إخراج وليد فخر الدين. موضوع المسلسل مثل الكذب ومثير جداً إذ يروي حكاية رجل على علاقة بزوجة أخيه، حتى ان ابن هذا الأخير هو ابنه. واللافت أن ظاهرة الممثل – الكاتب تتفتق عن أفكار جميلة ومواضيع تلقى إقبالاً من الجمهور الذي تثيره علاقة من هذا النوع وتستفزه إلى درجة يتعلق بالمسلسل ليرى كيف ستتطور أحداثه وما إذا كان سويد نجح في حبكة اختتامية تكون بمستوى القصة. لا شك في أن الموضوع أو فكرته، تبدو أقوى كثيراً من معالجته، خصوصاً أن الحوارات ومضامينها تبدو شبابية وتشبه لغة كاتبها سويد - الذي يطل أيضاً ممثلاً في المسلسل - في برنامجه «لقلقة» على «أو تي في» وكذلك زميلته في البرنامج والمسلسل معاً مي سحاب. وريثما يتابع الجمهور مجريات المسلسل وتطوراته لمعرفة كيف ستنتهي فصول «الخيانة»، لا بد من القول إن تجربة الكتابة التي تبدو جيدة إلى الآن، قد تتحول إلى ظاهرة أكيدة وينكب غداً كثر من الممثلين على كتابة مسلسلاتهم حتى يأتي زمن يندر فيه الكاتب المختص ويغدو ممثلو الشاشة الصغيرة أصحاب مواضيعهم وأدوارهم، على غرار ما يفعل منذ سنوات طويلة ممثلو المسرح في لبنان سواء كانوا في المسرح العادي أم الشونسونيه، وكذلك أصحاب البرامج الفكاهية المنتشرة على كل الشاشات... يبدو أنه زمن الفنان الشامل وليس المختص.