قالت مصادر عشائرية داخل الفلوجة ان المسلحين الذين ينتمون الى تنظيم «داعش» يستعدون لتنفيذ هجوم مضاد على قوات الجيش المنتشرة في اطراف المدينة، فيما فتح التنظيم مراكز ل «التوبة» يستقبل فيها عناصر الجيش والشرطة و «الصحوات» من سكان المدينة. وقال مصدر مقرب من «المجلس العسكري لثوار الفلوجة» ان المجلس بحث قبل يومين خلال اجتماع حضره ممثلون عن الفصائل، بمن فيهم «داعش»، تناول الهجوم الذي تعرضت له الفلوجة من منافذها الاربعة». وأشار الى ان «المجلس بحث في كيفية تعزيز الدفاعات على مداخل المدينة لمنع الجيش من التقدم، اضافة الى تأمين المواد الغذائية والوقود للسكان المحليين، وتوفير المستلزمات الطبية وضرورة ايجاد مكان بديل للمستشفى العام الذي استُهدف بالمدفعية واضطر غالبية الاطباء فيه الى ترك العمل». وأشار الى ان «داعش يستعد لشن هجوم مضاد على قوات الجيش التي توقفت على بعد 6 كلم من المنفذ الشرقي للمدينة و10 كلم من المنفذ الشمالي الاسبوع الماضي». ولفت المصدر الى ان «مجلس الثوار يريد تعزيز الدفاعات على مداخل المدينة، لكن «داعش» يريد استعادة القرى والبلدات الواقعة على حدودها والتي خسرها المسلحون لمصلحة قوات الجيش خلال العملية». وعن المبادرة الاخيرة التي اعلنها مجلس محافظة الأنبار، قال المصدر ان «كل الفصائل المسلحة في المدينة ترفض المبادرة لغياب الثقة في الحكومة بعدما افشلت المفاوضات التي أُجريت في عمان قبل اسبوعين». وزاد ان «الفلوجة تواجه كارثة انسانية تتمثل بنقص الغذاء والمواد الطبية، فضلاً عن انقطاع التيار الكهربائي في شكل تام، اضافة الى استمرار القصف المدفعي في شكل مكثف في مخطط يهدف الى اخضاع المدينة وإعلان استسلامها من جانب واحد». وأعلنت «قيادة عمليات الأنبار» امس ان «القوات المسلحة نجحت في فرض سيطرتها الكاملة على حدود الفلوجة وتأمين منطقة جسر الموظفين ومناطق المطيرية والحي الصناعي، والسجر». وأضافت ان «قوات من فرقة التدخل السريع الاولى تمكنت من قتل 25 مسلحاً من تنظيم «داعش» الارهابي وتدمير 7 عربات تابعة لهم في جامعة الفلوجة والسجر والعثور على 4 عبوات ناسفة على طريق الحيدان في الفلوجة». الى ذلك، كشف مصدر عشائري داخل الفلوجة ل «الحياة» ان «داعش» فتح منذ ايام «مكاتب اطلق عليها مراكز الاستتابة» ودعا عناصر الجيش والشرطة والصحوات من سكان المدينة «إلى اعلان توبتهم». وأضاف المصدر ان «مجلس المحافظة وقوات الجيش يحاولان كسب النازحين الذين خرجوا من المدينة هرباً من القصف للاستفادة من المعلومات لديهم ومحاولة ضمهم الى الصحوات، كما ان «داعش» يخشى عودة عناصر الجيش والشرطة والصحوات في الفلوجة الى ممارسة اعمالهم في حال استطاع الجيش الدخول الى المدينة ودعا هؤلاء للعودة الى عملهم». وكشف ان «داعش» اعلن قبل يومين «يوم الصفح» ودعا «عناصر الجيش والشرطة والصحوات لمراجعة مراكز الاستتابة لإعلان توبتهم بموجب قسم مقابل منحهم تأييداً يضمن لهم سلامتهم في المدينة وعدم التعرض لهم».