أكدت مديرة مركز الشرق الحديث في برلين الدكتورة أولريكة فرايتاج أن الحملة ضد الإسلام وضد العالم العربي تأتي من جوانب عدة، مشيرة إلى أن هذه الحملات تتعلق إما بالمسائل السياسية الكبيرة أو بمسألة الهجرة إلى ألمانيا من بعض المسلمين، ما جعل المسلمين «يشكلون قضية عالمية كبيرة».جاء ذلك في ليلة تكريمها في «اثنينية» عبدالمقصود خوجة مساء الاثنين الماضي. وقال صاحب الاثنينية: «اهتمت أولريكة فرايتاج بدراسة التاريخ، ثم تخصصت في المدن القديمة، وقادها ذلك الشغف الجميل بعبق التاريخ إلى زيارة بعض المدن الشهيرة في سورية، واليمن، وحضرموت، والسعودية، خصوصاً مدينة جدة التاريخية، وأنجزت كتابها الموسوم السعودية - مملكة في تغير». وتحدثت فرايتاج خلال التكريم عن الموقع الجغرافي لمدينة جدة على البحر، وما له من تأثير كبير في التسامح والتعايش السلمي بين الأقوام والأجناس. وعدته على جانب كبير من الأهمية، مشيرة إلى الرحالة الألماني الشهير كاستن نيبو الذي زار جدة في عام 1175 ونوّه بالجانب الإنساني لسكانها. ولدى مقارنتها مدينة جدة بمدن قديمة أخرى، قالت فرايتاج إن السكان «اختلطوا مع بعضهم بعضاً في غير مكان من دون التفريق بين الدين أو الجنس، وذلك يعود في حقيقته للإسلام وفريضته الكبرى وهي الحج». وفي المداخلات قالت عميدة جامعة عفت الدكتورة هيفاء جمل الليل، إن الجامعة استضافت الدكتورة فرايتاج أثناء زيارتها لجدة، لافتة إلى العلاقات التي تربط بين جامعة عفت في جدة، ومركز الدراسات الشرقية في برلين الذي تترأسه البروفيسورة فرايتاج. كما تحدث الدكتور عبدالله مناع عن الحضور الثقافي للدكتورة فرايتاج، وعن عشقها لجدة. وأثنى الدكتور محمد خضر عريف على الدكتورة فرايتاج واهتماماتها بحقل الدراسات العربية والإسلامية، مشيداً بورشة العمل التي أقامتها وركزت من خلالها على الإرث الحضاري العريق لمدينة جدة، وشارك فيها عدد من الباحثين السعوديين والعرب والألمان، إذ انصب اهتمام الورشة أيضاً على العمارة الحجازية، ما دفع الكثير من الخبراء الألمان إلى إبداء استعدادهم للإسهام في الحفاظ على هذا الإرث الإنساني. فرايتاج في «إثنينية خوجه».