حلت الصحافية والأكاديمية والمؤرخة الألمانية أوليركه فرايتاج ضيفة على مثقفي وأدباء جدة البارحة الأولى، الذين التقوا بها في أمسية ثقافية في إثنينية عبدالمقصود خوجة. تلك الأكاديمية في جامعة برلين الحرة حيث تدرس علوم الإسلام، تعلمت اللغة العربية في سورية، لتتقنها في زياراتها المتعددة للدول العربية، لكنها في الإثنينية خصت حديثها عن زيارتها لليمن إبان الوحدة عام 1990م، وأتقنت اللغة العربية، لتزور بعدها اليمن أثناء وحدتها عام 1990م، ليستهويها ذلك قراءتها في التاريخ اليمني، ولكن تاريخ وحاضر حضرموت ظل عالقا في ذهنها، واندهشت لهجرة أهلها إلى أنحاء متفرقة من العالم. لم تخف الدكتورة فرايتاج إعجابها بالمملكة بعد مشاركتها في مؤتمر للتعاون الأكاديمي في الرياض عام 2005م، ومرافقتها لوفد من طلاب العلوم الإسلامية في جامعة برلين الحرة زاروا كلية عفت في جدة عام 2008م بدعوة من الأميرة لؤلؤة الفيصل، لتقوم بعدها بتأليف كتاب بعنوان «السعودية.. مملكة في تغير». أعجبت عالمة المدن فرايتاج بعروس البحر الأحمر جدة، فتحول اهتمامها إلى تلك المدينة الساحلية التي أعجبت كثيرا بأهلها وثقافتهم وفكرهم، وحيرها ذلك التعايش بين الأقوام والأجناس ممن يقطنون فيها، ولفت نظرها جمالها فرشحتها لتكون أحد مواقع التراث العالمي، وترجع ذلك التسامح بين أهلها لموقعها على البحر الأحمر، وتقول فرايتاج عن ذلك «إن اختلاط سكان جدة بعضهم البعض في غير مكان من دون التفريق بين الدين والجنس إلى أن جدة طريق المسلمين للحج». ولم تكتف الصحافية والأكاديمية الألمانية بذلك، بل إنها نقلت بعضا مما كتبه الرحالة الألماني كاستن نيبو عن جدة الذي زارها عام 1175م، مستعرضة بعض الصور له في جدة القديمة، وأخرى للطلاب الألمان في قصر خزام، ثم تذكر جزءا من تاريخ جدة التي تقول إنها استقته من الخرائط العثمانية وتقارير الرحالة. وفي اعتراف من الأكاديمية الألمانية فرايتاج عن حبها للمملكة بعد سؤالها عن الدولة العربية المقبلة التي ستكتب عنها، قالت: لو أتيحت لي الفرصة لفضلت أن أتابع دراساتي عن المملكة ومناطقها، وتحديدا جدة، وتؤكد أن «اهتمامها ينصب على التاريخ المقارن بين الشعوب»، مشيرة إلى أن هناك تشابها بين تاريخ أوروبا والعالم العربي. وكانت الأمسية قد بدأت بكلمة لصاحب الإثنينية عبدالمقصود خوجة، الذي أكد أن ضيفة الإثنينية اهتمت بدراسة التاريخ والتراث، وألفت كتابا عن المملكة، موضحا أنها تشق طريقا نحو تواصل الشعوب بعض النظر عن اللون والدين والعرق «مما يهيئ فرصة أوسع لتجاوز كثير من خطايا العنصرية البغيضة، الأمر الذي يجعل العالم أكثر أمنا وتطلعا إلى التعايش، وهو إسهام مقدر يصب في صالح البشرية».