طوكيو، فيينا، بروكسيل، موسكو، باريس – «الحياة»، رويترز، أ ف ب – وسط ترقب حذر في العاصمة اليابانية طوكيو، أكبر مدينة في العالم والتي يسكنها 35 مليون شخص، وتزايد القلق الدولي من كارثة نووية كبيرة، أكد المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا امانو ان الوضع في محطة فوكوشيما داييتشي النووية المتضررة من الزلزال الذي ضرب اليابان الجمعة الماضي بقوة 9 درجات، «بالغ الخطورة، بعد تأكيد انصهار الوقود في ثلاثة مفاعلات». وقرر امانو التوجه الى اليابان اليوم لتقويم الوضع، منتقداً عدم توفير طوكيو معلومات «أكثر تفصيلاً»، في إشارة إلى الإحباط الدولي من البطء في تحديث المعلومات، فيما أوضحت الوكالة ان المسؤولين اليابانيين قلقون من حالة الحوض الذي يضم الوقود النووي المستنفد في المفاعلين الثالث والرابع. وحذر مسؤول الطاقة النووية في الاتحاد الأوروبي غونتر أوتينغر من «كارثة جديدة تهدد أرواح اليابانيين خلال الساعات المقبلة، لأن الوضع خرج من السيطرة»، فيما أسف رئيس هيئة الطاقة النووية الروسية سيرغي كيرينكو «لتطور الوضع وفقاً للسيناريوات الأسوأ»، موضحاً ان «السخونة المفرطة في المفاعلات تظهر أن الأزمة تتصاعد، ما يحتم وضع الخبراء الروس تصورات للتطورات في المنشأة المتضررة». اما الناطق باسم الحكومة الفرنسية فرانسوا باروان فلم يستبعد ان تفوق عواقب الحادث النووي في اليابان عواقب كارثة مفاعل تشيرنوبيل في أوكرانيا العام 1986. ودفعت رياح شمالية غربية إشعاعات من محطة فوكوشيما الى المحيط الهادئ، ما دفع الأسطول الأميركي الذي يشارك في عمليات إغاثة المنكوبين من الزلزال وأمواج المد «تسونامي» التي أعقبته، الى الابتعاد مسافة 50 ميلاً من محطة فوكوشيما. ووجهت الحكومة الصينية رسائل تحذير لمواطنيها عبر الإنترنت والهواتف المحمولة من «كوارث داهمة»، على رغم تأكيدها عدم رصد نشاط إشعاعي غير طبيعي في أراضيها حتى الآن، وهو ما كررته روسيا. ولفت تهافت سكان شمال غربي الولاياتالمتحدة وكندا على شراء ترياق «يود البوتاسيوم» للوقاية من الإشعاع، على رغم تحذير السلطات الناس من تعريض أنفسهم لمشاكل طبية أخرى لا داعي لها. كما تهافت السكان في ألمانيا وفرنسا اللتين تبعدان اكثر من 10 آلاف كيلومتر من اليابان، على شراء الترياق. وفي حصيلة جديدة للكارثة، ارتفع عدد القتلى المؤكدين الى 4340 شخصاً، والمفقودين إلى أكثر من 9 آلاف. ويعيش أكثر من 344 ألف شخص في 2400 ملجأ. وأعلنت بكين انها ستمد اليابان بعشرة آلاف طن مجانية من وقود الديزل، وكمية مماثلة من البنزين لمساعدتها في مواجهة النقص، وتعهدت منح اليابان مساعدات إغاثة بقيمة 30 مليون يوان (4.56 مليون دولار)، وغادرت الدفعة الأولى من هذه المساعدات شنغهاي فعلياً.