طوكيو - يو بي آي، أ ف ب، رويترز - انبعث دخان رمادي اللون فوق مبنى المفاعل رقم 3 في محطة فوكوشيما النووية التي تضررت بالزلزال المدمر الذي ضرب اليابان في 11 الشهر الجاري، وأعقبه موجات مد «تسونامي»، ما حتم إجلاء العمال في سبيل تقويم الوضع، قبل أن تعلن شركة «طوكيو إلكتريك» (تيبكو) أن كمية الدخان المنبعث تراجعت. تزامن ذلك مع بدء الشركة العمل على إعادة التيار الكهربائي الخارجي إلى المحطة، فيما اعلن وزير الدفاع الياباني توشيمي كيتازاوا أن درجة حرارة سطح المفاعلات الستة أقل من مئة درجة، «ما يؤكد وجود ماء في حوض تخزين الوقود النووي المستنفد». وأوضح أن قوات الدفاع الذاتي قاسوا درجة الحرارة من مروحية مستخدمين جهازاً للأشعة تحت الحمراء، وأن درجة الحرارة الأعلى المسجلة كانت في المفاعل رقم ثلاثة، و»هي 128 درجة مئوية قيست عند أعلى المفاعل مباشرة». ويثير المفاعل رقم 3 القلق الأكبر في المحطة المتضررة لأنه يحتوي على وقود هو عبارة عن مزيج من «أوكسيد البلوتونيوم» و»أوكسيد اليورانيوم» الناتجين من عمليات إعادة التدوير. وتعتبر الإشعاعات المنبعثة من هذا المزيج اكثر ضرراً من تلك المنبعثة من وقود اليورانيوم. وواصلت سيارات إطفاء غير مأهولة رش المياه على مبنى المفاعلين رقم 3 ورقم 4. وعادلت كمية مياه البحر التي جرى رشها حتى الآن نحو ثلاثة أمثال سعة حوض قضبان الوقود المستنفد، علماً أن أنظمة تبريد أحواض الوقود المستنفد في المفاعلين رقم 3 ورقم 4 تعطلت منذ حصول الزلزال. وفي تقرير نشرته على موقعها على الإنترنت، كشفت شركة «طوكيو الكتريك» باور أنها أبلغت، قبل أسبوعين من حصول الزلزال، هيئة الرقابة على السلامة أنها لم تنفذ عمليات تفتيش مقررة على 33 قطعة من معدات المفاعلات الستة في محطة فوكوشيما. وأشارت الشركة إلى أن بين المعدات التي لم تخضع لتفتيش في الموعد المحدد محركاً ومولداً احتياطياً للطاقة للمفاعل رقم واحد، معلنة أن هيئة السلامة النووية أمهلتها حتى الثاني من حزيران (يونيو) المقبل لوضع خطة لإصلاح المحطة التي شُيدت في السبعينات من القرن العشرين. وقالت الهيئة التي تعرضت لانتقادات بسبب عدم إنجازها إجراءات الرقابة المطلوبة على محطة فوكوشيما إنها «حصلت على تأكيد بأن المعدات التي لم تخضع لتفتيش ستختبرها تيبكو قريباً». وقال هيديهيكو نيشياما نائب مدير عام الهيئة في مؤتمر صحافي اليوم إنه لم يعلم بالمراسلات بين الهيئة والشركة. وبعد عشرة أيام على الكارثة، أكدت الشرطة اليابانية تجاوز حصيلة القتلى 8600 شخص توزعوا على 5244 شخصاً في مياغي و2650 في إيواتي و699 في فوكوشيما. أما عدد المفقودين فتجاوز 13 ألفاً وتتوقع الشرطة أن يزيد عدد القتلى عن ال15 ألفاً في مياغي وحدها.