ضربت هزة جديدة بقوة 6.1 درجات على مقياس ريختر محافظة إبراكا اليابانية ومحيطها بشرق اليابان، في وقت أعلن عن تلوث الخضروات والحليب بمستويات عالية من الأشعة النووية فيما يجهد العمال لإعادة التيار الكهربائي إلى محطة دايتشي فوكوشيما النووية التي تضررت بالزلزال المدمر الذي أعقبته موجات مد تسونامي هائلة الأسبوع الماضي. وذكرت وسائل إعلام يابانية السبت ان هزة شديدة بقوة 6.1 درجات ضربت إبراكا ومحيطها أي منطقتي كانتو توهوكو. وذكرت وكالة الأرصاد الجوية اليابانية ان سكان طوكيو وجوارها شعروا بالهزة، لكن لم تسجل أية أضرار في المنشآت النووية بإيبراكا، موضحة ان مركز الهزة كان على عمق 20 كيلومتراً، ولم يصدر تحذير من تسونامي. من جهة أخرى، أعلن المتحدث باسم الحكومة اليابانية يوكيا إيدانو ان آثار الأشعة النووية تفوق المحدود المسموح بها وجدت في الحليب والسبانخ من المناطق المجاورة لمحطة دايتشي فوكوشيما النووية. لكن إيدانو قال ان المستويات المسجلة لا تشكل تهديداً مباشراً على صحة الناس، مؤكداً ان الحكومة ستبحث في تفاصيل القضية وتحدد إن كان ضرورياً وقف شحن بعض المواد الزراعية في المناطق المجاورة للمحطة. وأكدت الحكومة اليابانية مقتل 7197 شخصا جراء الزلزال المدمر وما أعقبه من موجات تسونامي عاتية. وقالت قناة ""إن.إتش.كيه" التليفزيونية اليابانية إنه لا يزال أكثر من عشرة آلاف شخص في عداد المفقودين. وكانت محافظة مياجي الأشدّ تضررا بفعل الزلزال وموجات تسونامي العاتية إذ بلغت حصيلة القتلى فيها حتى الآن 4289 شخصا ولا يزال 2252 آخرون في عداد المفقودين. ناجون من الزلزال لدى وصولهم إلى مأوى في مدينة سايتاما، شمال طوكيو(رويترز) وغادر نحو 1800 شخص من سكان بلدة فوتابا حيث تقع محطة فوكوشيماالنووية، في شمال شرق اليابان، منازلهم واتجهوا إلى مدينة تقع بالقرب من العاصمة طوكيو. وذكرت تقارير إخبارية امس أن أكثر من ألف من سكان فوتابا بمقاطعة فوكوشيما وصلوا السبت إلى ستاد سايتاما سوبر بمحافظة سايتاما بعد تعرض محطة فوكوشيما النووية في اليابان إلى دمار اثر الزلزال . وتم إجلاء سكان فوتابا على متن 40 حافلة من بلدة كاواماتا في فوكوشيما حيث تقع منازلهم في محيط الإخلاء الذي يبلغ 20 كم حول المحطة النووية المنكوبة. (تبريد محطة فوكوشيما ) أنهت قوات الدفاع الذاتي اليابانية امس عمليات تبريد أحد أحواض تخزين الوقود المستنفد والتي استمرت لليوم الثاني على التوالي في محطة فوكوشيما للطاقة النووية رقم 1. وكانت سيارة إطفاء تابعة لادارة مكافحة الحرائق في طوكيو بدأت في وقت سابق امس عملية استمرت سبع ساعات لضخ أطنان من المياه في مفاعل نووي ارتفعت درجة حرارته بشكل مفرط في شمال شرق اليابان، لتفادي كارثة نووية محتملة. يابانية تحمل طفلها في مركز لإيواء اللاجئين في مدينة ياماغاتا في شمال اليابان(رويترز) وقالت قناة "إن.إتش.كيه" التليفزيونية اليابانية إن سيارة الاطفاء ضخت ثلاثة أطنان من المياه كل دقيقة، بإجمالي 1260 طنا خلال سبع ساعات في حوض تخزين الوقود بالمفاعل النووي رقم 3 في المحطة النووية بفوكوشيما التي لحقت بها أضرار بسبب زلزال قوي ضرب اليابان بقوة 9 درجات، يوم 11 آذار-مارس الجاري، اعقبته امواج مد عاتية (تسونامي). كانت سيارات الاطفاء ضخت المياه في وقت سابق اليوم فوق المفاعلات النووية وأحواض تخزين الوقود المستنفد في المحطة التي يوجد بها ستة مفاعلات نووية لخفض درجة حرارتها. وجرى إرسال 90 طنا من المياه إلى المفاعل النووي رقم 3 ، وفقا لما ذكرته وكالة كيودو اليابانية للانباء. من جانب آخر اعتبر مدير مؤسسة الطاقة الذرية الروسية "روس آتوم" سيرغي كيريينكو امس ان التدابير التي يتخذها الخبراء اليابانيون في محطة "فوكوشيما 1" النووية بعد تضررها بالزلزال والتسونامي تكبح فقط وتيرة تدهور الأوضاع في هذه المحطة، لكنها لا تستطيع تغييره في الاتجاه المعاكس. ونقلت وكالة الأنباء الروسية "نوفوستي" عن كيريينكو قوله انه خلال الأيام الأخيرة بدا ان انصهار الوقود ليس فقط في المفاعلات، بل في أحواض تخزين قضبان الوقود أيضاً، معتبراً ان هذا "إسهام جدي في انبعاث المواد النووية المشعة إلى الجو، لأن أحواض التخزين غير محمية بغطاء محكم مضاد للتسرب". وأشار كيريينكو إلى ان "الشركة الأميركية المصممة والمشغل الياباني للمحطة لم يأخذا بالحسبان إمكانية تعرض المحطة لضربتين متزامنتين" أي الزلزال والتسونامي، مضيفاً انه لم يتم في المرحلة الأولى تقدير حجم الأضرار بشكل صحيح، وقد تمت إضاعة الكثير من الوقت. يشار إلى ان قوة الزلزال الذي ضرب شمال شرق اليابان في 11 آذار-مارس، بلغت 9 درجات على مقياس ريختر وتلته موجات تسونامي بلغ ارتفاع بعضها 10 أمتار، وتواجه عمليات الإنقاذ عقبات بسبب الحجم الهائل للدمار، وقد تضررت محطة فوكوشيما النووية وبدأت مفاعلاتها ببث الإشعاعات التي تخوفت الدول المجاورة من أن تصلها.