مثلما نجحت ثورة «25 يناير» في تحقيق آمال المصريين وأحلامهم، نجحت أيضاً في استخراج مشاعر المُبدعين في أشكال مختلفة منها القصيدة والكلمة والريشة واللون واللوحة. وإيماناً بصدقية الثورة تبنت قاعة «دروب» للفنون التشكيلية إقامة معرض «فجر جديد» شارك فيه 25 فناناً وفنانة بعمل فني واحد تعددت أشكاله ما بين تصوير لأحمد علي حسن وأيمن طاهر وثروت البحر وجيلان جوهر وخالد السماحي وميرفت شاذلي ونحت لخالد الفيومي وطارق الكومي وعمار شيحه وخط عربي لصلاح عبدالخالق ومحمد حسن، وخزف لمحمد مندور، ومجسمات ثلاثية الأبعاد لنادية حسن، وباتيك للفنان الصغير وليد عبدالناصر شيحه. وفي افتتاح المعرض قدم وزير الثقافة الدكتور عماد أبوغازي تحياته، قائلاً: «إلى مُبدعي مصر الذين كانوا ضميراً حياً للوطن وتعبيراً صادقاً عن ثورة سيسجل لها التاريخ سبقها وقوتها وتحضُرها»،, وأشار أبوغازي إلى أن على رغم أن أعمال الفنانين قليلة من حيث الكم فإنها كبيرة وقوية في معناها المُستمدة من أجمل ثورة وتُعد هي الأجمل في تاريخ الثورات». ومن الأعمال التي ضمها معرض «فجر جديد» نحت معدني من حديد الخُردة للفنان عمار شيحه بعنوان «فلاح الثورة» وهو عمل يُجسد فلاحاً مصرياً يمسك بيده اليُمنى حمامة تدل على الشعور بالأمان والسلام، وتمسك اليد الأخرى فأساً للدلالة على الكفاح والعمل، وقد استغرق إنجاز هذا العمل يومين. ويشارك أصغر فنان في المعرض وليد عبدالناصر شيحه (14 سنة) بلوحة من الباتيك بعنوان «الحمام» تعبيراً عن السلام والأمان، وشيحه هو نجل الراحل عبدالناصر شيحه من أشهر فناني مصر في فن الباتيك، وتشبّع نجله من هذا الفن اقتداء به على رغم صعوبته من حيث استخدام الخامات والألوان. أما الخطاط صلاح عبدالخالق فقدم لوحة تعبر عن رمز مصر «النسر» من خلال تصميم مُبتكر للخط العربي الكوفي، وهي عبارة عن تشكيل للآية «ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين» (سورة يوسُف 90). وبدأ عبدالخالق بناءها من أسفل إلى أعلى مُختتماً لوحته بلفظ الجلالة، إذ ميزه باللون الأحمر، وقطع رأس النسر بلفظ الجلالة ليكون على القمة مُسيطراً على الفراغ الكوني للوحة. أما «موقعة الجمل» فكانت عنواناً للوحة الفنان طاهر عبدالعظيم، والتي برأيه نقطة تحول في مسار ثورة 25 يناير، إذ أنجزها ضمن مجموعة أعمال تناولتها، واللوحة تمثل الحدث الدموي، والعنف الشديد ضد المتظاهرين الذين أظهروا سلوكاً حضارياً حيث طغى اللون الأحمر بصورة كبيرة متشابكاً مع عنصر الحركة وجاءت الألوان مُعبرة عن الحدث.