تجمَّع ضمن معرض «تحرير مصر»، أكثر من 500 فنان، للمشاركة عبر لوحاتهم في التعبير عما شاهدوه أثناء ثورة 25 كانون الثاني (يناير) في ميدان التحرير، وكان لافتاً اختيار محطة لمترو الأنفاق، وبالتحديد محطة أنور السادات، الأقرب إلى ميدان التحرير، لتكون مكاناً للمعرض. وتنوعت مضامين اللوحات في المعرض، على رغم العنوان العريض الذي يجمعها، وانقسمت بين نتاج رابطة فناني الثورة وبين نتاج آخرين مستقلين، كما تنوعت المشاركات بين اللوحات الزيتية وبين تلك المنفذة بأقلام الرصاص، إضافة إلى الصور الفوتوغرافية. تقول كريستين صفوت، من «فناني رابطة الثورة»، إن الرابطة بدأت رحلتها مع بدء أحداث ميدان التحرير، وبالتحديد يوم 28 كانون الثاني (يناير) 2011، «إذ كان الميدان هو الواقع الذي ننسجه في خيالنا ونسكبه في لوحاتنا، وأهم ما تهدف إليه رابطتنا هو توثيق ما حدث في ثورة يناير وتأكيد مطالب الثورة، لذلك اختارت الرابطة قبضة اليد الممسكة بقلم شعاراً لها». وعبّرت لوحتها، التي استخدمت فيها القلم الرصاص، عن الوحدة الوطنية، من خلال امراة تغزل ثوباً مكوناً من ألوان علم مصر، ليَنْتُجَ عنه هلال متّحد مع صليب. ولعل واحدةً من أكبر اللوحات الزيتية المشاركة، هي تلك التي توسطت لوحات «فناني الثورة»، وتُظهر جملاً يمتطيه رجل يحمل سوطاً يضرب به الثوار، واللوحة تشهد على ما سمي ب «موقعة الجمل» الشهيرة في ميدان التحرير، كما عُلّقت على حائط محطة المترو، لوحاتٌ بالقلم الرصاص استخدم رساموها أسلوب التظليل لتقديم صور عدد من شهداء الثورة، وبجانب كل لوحة صورة شمسية للشهيد تحمل اسمه. ولم تبتعد الصور الفوتوغرافية عن المسار العام للمعرض، على رغم أنها ليست جميعاً لفناني الثورة، فشارك المصور كريم علي مثلاً، ب 15 صورة فوتوغرافية من أحجام مختلفة، وملتقَطة من قلب ميادين مدينة السويس، لا سيما للحشود رافعة شعار «ارحل»، ودبابات الجيش التي كَتب عليها المتظاهرون آنذاك «يسقط النظام».