تمكنت القوات العراقية أمس، من دخول أحياء في الحويجة، معلنة «انهيار دفاعات داعش»، فيما خفف المصرف المركزي قيوداً مالية فرضها على كردستان رداً على استفتاء الإقليم على الانفصال، بعدما تلقى تعهداً من مصارف كردية بالتعاون، وجدد الإقليم تمسكه بنتائج الاستفتاء لأنه «لا يخالف الدستور العراقي». وقال قائد عمليات تحرير الحويجة الفريق الركن عبد الأمير رشيد يارالله في بيان، إن «قطعات عمليات صلاح الدين ومكافحة الإرهاب والحشد الشعبي، بدعم من طيران الجيش، استعادت قرى المصلخة والملالي والسادة والفتحة، وسيطرت على سلسلة جبال مكحول كلها ومنطقة الحراريات، كما سيطرت على الضفة الغربية لنهر دجلة». ولم يشر إلى دخول المدينة لتجنب الاحتكاك مع قوات «البيشمركة» المنتشرة التي تسيطر على المناطق الشمالية والشرقية من القضاء، إلا أن «الحشد الشعبي» المشارك في العمليات أكد استكمال السيطرة على القضاء. وأفاد بيان للشرطة الاتحادية بأنها دفعت «وحدات النخبة والفرقة الآلية وألوية القناصين والطائرات المسيّرة بدعم من الحشد الشعبي، من منطقة التمركز شمال غربي الحويجة». وأكد مسؤول عسكري إكمال تطهير طريق كركوك - تكريت وافتتاحه بعد ثلاث سنوات على قطعه بسبب سيطرة الإرهابيين على هذه المنطقة. بدورها، أعلنت قوات «الحشد» أنها باشرت «إجلاء عشرات العائلات من القرى الواقعة عند أطراف الحويجة بعد هروبها من سيطرة داعش الذي حاول استخدامها دروعاً». وأضافت أن وحدات الهندسة «بدأت تطهير الطرق المفخخة في اتجاه مركز القضاء لتسهيل مرور القطعات المتقدمة خلال عمليات التحرير وتطهير عدد من المنازل من العبوات». وأكدت في بيان لاحق أن «عناصر التنظيم انسحبوا من القرى المحاذية لمركز القضاء بسبب كثافة النيران التي دمرت دفاعاتهم الأمامية». وتمثل استعادة الحويجة انتصاراً كبيراً للقوات العراقية، وتنهي تهديد الإرهابيين المستمر لديالى وكركوك ومخمور والشرقاط وبيجي وتكريت، حتى سامراء وبغداد، على ما يقول خبراء. وتبعد الحويجة 45 كيلومتراً عن كركوك، وتقع جنوب شرقي الموصل، ويسكنها حوالى 70 ألف نسمة، غالبيتهم المطلقة من عشيرتي العبيد والجبور. كما أنها على امتداد طريقين رئيسيين يصلان بغداد بمحافظة نينوى وإقليم كردستان. وفي حال استعيدت سيقتصر وجود «داعش» في العراق على شريط قرب الحدود السورية. وطغت الأزمة التي خلفها استفتاء إقليم كردستان على الأحداث الأمنية التي وقعت خلال الأيام الماضية. وأكد الناطق باسم حكومة الإقليم سفين دزه ئي أمس، «صعوبة» التراجع عن الاستفتاء، وقال إن «الدستور العراقي لا يمنع شعبنا من تقرير مصيره». ومن المقرر أن تشهد بغداد اليوم، تشييع الرئيس السابق جلال طالباني، بمشاركة القوى السياسية الرئيسية، قبل أن يُنقل جثمانه إلى السليمانية. وأعلن رئيس الحكومة حيدر العبادي الحداد ثلاثة أيام على الراحل، فيما أعلن رئيس كردستان مسعود بارزاني الحداد أسبوعاً كاملاً.