ما زالت أجواء معركة استعادة قضاء الحويجة بمحافظة كركوك، شمال العراق من سيطرة تنظيم داعش، تواجه الكثير من التجاذبات السياسية والعسكرية بين الحكومة العراقية في بغداد وحكومة إقليم كردستان في أربيل، حول مشاركة القوات الكردية والجبهات الميدانية المناسبة لبدء الهجوم العراقي، كما أن توقيت المعركة مع تنظيم الأكراد بزعامة مسعود بارازاني استفتاء تقرير المصير المقرر في ال25 من الشهر الجاري، ضاعف من حدة المواقف والتكهنات. وقال القائد بقوات البيشمركة الكردية التي تتبع إقليم كردستان، شيخ جعفر شيخ مصطفى ل«الوطن»، إن الحكومة العراقية برئاسة حيدر العبادي أوقفت كل تنسيق أمني وعسكري بين وزارة الدفاع العراقية ووزارة البيشمركة حول الوضع في كركوك والحويجة منذ معركة الموصل في أكتوبر الماضي وحتى الآن، وبالتالي قد نفهم من ذلك أن بغداد تفضل عدم مشاركة القوات الكردية في معركة الحويجة. وأضاف أن المعلومات الواردة تفيد بأن الهجوم العراقي سيبدأ في مرحلته الأولى يستهدف استعادة منطقة الساحل الشرقي لبلدة الشرقاط بمحافظة صلاح الدين المجاورة لكركوك بعدها تزحف القوات العراقية إلى الحويجة من المحور الشمالي في العشرين أو الثالث والعشرين من الشهر الجاري، أي قبل إجراء الاستفتاء الكردي بأيام قليلة. تجاهل الحكومة العراقية عدّ شيخ مصطفى تجاهل حكومة العبادي دور القوات الكردية في معركة الحويجة غير منطقي لأن المحاور الجنوبية والغربية التي تسيطر عليها هذه القوات تجعل من مشاركة الأكراد عسكريا، أمرا في مصلحة القوات العراقية لحسم معركة الحويجة بطريقة سريعة، مشددا على أن الأكراد منفتحون على سيناريو يسمح باستسلام الإرهابيين في الحويجة والعفو عن غير المتورطين منهم ومحاكمة المتورطين، مشيرا إلى أن الاتصالات بين القيادات الكردية وبين زعماء عشائر الحويجة لم تنقطع طيلة الفترة السابقة ويوجد تأييد من هؤلاء بدخول القوات الكردية إلى الحويجة لتجنب سيناريو الموصل الذي عرض المدينة لدمار هائل ودفع أكثر من مليون مدني للنزوح خلال معركة استعادة هذه المدينة التي استمرت أكثر من عشرة أشهر بقليل. صفقة مع العشائر قالت مصادر سياسية في بغداد ل«الوطن» إن الأكراد ربما يسعون إلى صفقة ما مع زعماء عشائر الحويجة قبل الهجوم العسكري العراقي، مستثمرين ما أصاب الموصل من دمار كبير خلال استعادتها لإقناع هؤلاء الزعماء بهذه الصفقة، مضيفة أن القادة الأكراد يحاولون كسب هؤلاء الزعماء المحليين لمصلحة استفتاء تقرير المصير على اعتبار أن انضمام الحويجة إلى الاستفتاء قد يشكل أحد الضمانات القوية للعرب السنة الذين يتخوفون على مستقبل بلدتهم في مرحلة ما بعد استعادتها من سيطرة تنظيم داعش، كما أن الخشية من وقوع عمليات انتقام واسعة من قوات الحشد الشعبي التي تربطها صلات عسكرية قوية مع إيران، ما زالت تشكل هاجسا لسكان الحويجة.