احبطت قوات «الحشد الشعبي» امس محاولة جديدة لتسلل عناصر من «داعش» على معبر «تل صفوك» الحدودي بين العراق وسورية، فيما اعلنت القوات المشتركة قتل عدد من عناصر التنظيم في حملة تطهير في محافظة نينوى. وكانت القوات العراقية استعادت كامل محافظة نينوى من التنظيم المتطرف نهاية الشهر الماضي وتستعد الآن للاتجاه جنوباً لتحرير قضاء الحويجة التابع لكركوك، وتركت مهمة حماية الحدود مع سورية لفصائل «الحشد الشعبي». وقال اعلام «الحشد» في بيان إن «اللواء 28 وباسناد طيران القوة الجوية العراقية تمكن من إحباط محاولة تسلل عناصر من داعش من الاراضي السورية باتجاه تل صفوك الحدودية ضمن المحور الغربي للموصل»، لافتاً الى ان «قواتنا تمكنت من قتل عشرات الدواعش وتدمير ثلاث عشرة عجلة مختلفة الانواع محملة بالاسلحة الثقيلة كانت برفقتهم». واضاف ان «عملية الاحباط جاءت وفق معلومات استخبارية دقيقة تفيد بحشد الإرهابيين في قرية الدشيشة الحدودية السورية في محاولة منهم لاختراق الحدود والتسلل باتجاه تل صفوك العراقية». يذكر ان قوات الحشد سيطرت بعمليات عسكرية واسعة النطاق على مساحات كبيرة على الحدود العراقية السورية، فيما تحاول عناصر «داعش» العودة الى هذه المناطق نظرا لأهمية المنطقة الاستراتيجية غرب الموصل. وكانت قوة من «فرقة العباس القتالية» التابعة ل «الحشد» تمكنت امس من صد تعرض آخر ل «داعش» حاول استهداف مرقد السيد محمد (المقدس لدى الشيعة) جنوب محافظة صلاح الدين. وذكرت في بيان ان «قوة من فرقة العباس القتالية لواء 26 تمكنت، اليوم (امس)، من إحباط تعرض لداعش حاول استهداف مرقد السيد محمد بن علي الهادي في قضاء بلد جنوب صلاح الدين». وأضافت أن «أفراداً تابعين لداعش هاجموا المحيط الزراعي للمرقد من الجهة الجنوبية واشتبكوا بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة مع القوة العسكرية التابعة لفرقة العباس لكنهم انسحبوا بعد مواجهات عنيفة دارت لأكثر من نصف ساعة»، مبيناً أن «الاشتباك أسفر عن وقوع مصابين من فرقة العباس ووصول تعزيزات الى مكان الهجوم الإرهابي». وتابع «الآن تتم مطاردة الإرهابيين في منطقة تل الذهب وقرية الحضيرة وهي مصادر مجيء العناصر المسلحة، ويجرى مسح امني كبير باستخدام عجلات وأفراد أمنية وكاميرات مسيرة». يشار الى ان أن مرقد «سيد محمد» في قضاء بلد تعرض في تموز (يوليو) من العام الماضي لاعتداء بثلاثة تفجيرات انتحارية، وتمكنت القوات الأمنية والحشد آنذاك من احتواء الأزمة وقتل جميع الانتحاريين والسيطرة على القضاء بالكامل، وأدت تلك الهجمات الى الحاق أضرار مادية بالمرقد. من جهة أخرى، اعلنت قيادة العمليات المشتركة عن قتل عدد من عناصر داعش في حملة تطهير في نينوى، وقال المتحدث باسم قيادة العمليات العميد الركن قوات خاصة يحيى رسول ان «عناصر الفرقة 15 للجيش العراقي مسنودة بطيران الجيش تمكنت خلال عملية تطهير باتجاه قرية قصبة الراعي التي تقع غرب العياضية من قتل 65 إرهابيا إضافة 15 انتحارياً». واضاف ان «القوات العراقية تمكنت أيضاً من تدمير عجلتين، وأربع مضافات لعناصر التنظيم الارهابي تحتوي على احزمة وعبوات ناسفة»، وأشار إلى ان «مجموعة من عناصر التنظيم الارهابي هربوا باتجاه خط الصد التابع لقوات البيشمركة». في هذه الاثناء تواصل القوات العراقية الاستعداد لعملية تحرير الحويجة، وذكر الفريق الركن عبد الوهاب الساعدي امس ان «جهاز مكافحة الإرهاب ينتظر أوامر القائد العام للقوت المسلحة حيدر العبادي لبدء تحرير قضاء الحويجة من عصابات داعش». وعن توقيت انطلاق المعركة بالتزامن مع استفتاء كردستان، استبعد الساعدي انطلاق العملية مع الاستفتاء في الإقليم، مشيرا الى ان»الاستفتاء قضية تفاهمات سياسية بين بغداد واربيل»، وأشار الى انه «لا يوجد تأخير في المعركة لاسيما وان القطعات العسكرية حررت قضاء تلعفر منذ فترة قريبة فتحتاج الى إعادة تنظيم لبدء الهجوم وتحرير القضاء من داعش الإرهابي».