أصيب محافظ مأرب الشيخ ناجي الزايدي بجروح خطيرة نقل إثرها بطائرة مروحية إلى صنعاء لتلقي العلاج، وجُرح أربعة من مرافقيه طعناً بخناجر متظاهرين هاجموا مقر المجمع الحكومي في مأرب وحاصروه صباح أمس مطالبين بإسقاط النظام ورحيل الرئيس علي عبد الله صالح في الوقت الذي كان مئات من المتظاهرين يحاصرون مقر محافظة الجوف المجاورة بعد اقتحام جماعات معارضة المنطقة الأمنية في مديرية المصلوب وسط اشتباكات بالأسلحة الخفيفة بين المهاجمين المطالبين بسقوط النظام والعناصر الأمنية أسفرت عن مقتل قائد المنطقة الملازم عبد الغني أحمد العليان وجنديين آخرين. واتهمت وزارة الداخلية أحزاب المعارضة المنضوية في تحالف «اللقاء المشترك» بدفع عناصر مسلحة تابعة لها لمهاجمة المجمع الحكومي في مأرب وقيام مجموعة منهم بالاعتداء على المحافظ المحافظة ومرافقيه. واتهم المصدر الأمني عناصر مسلحة تنتمي الى «المشترك» باقتحام المنطقة الأمنية في الجوف وإحراق المبنى وقتل ضابط وجنديين رمياً بالرصاص . وأصدرت الوزارة بلاغاً اتهمت القيادي المعارض الشيخ حميد الأحمر نجل الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر بإثارة الفوضى وإشعال الفتنة وقيام عناصر تابعة له بالتسلل إلى ساحة الاعتصام في صنعاء للتحرش بالمواطنين ورجال الأمن واعتبرت ذلك يندرج ضمن النوايا السيئة للأحمر. وحذر المصدر الأمني المعتصمين، في مختلف المدن اليمنية، وأحزاب المعارضة من أن أعمالهم الخارجة عن القانون ستُجبر المواطنين إلى الأخذ بزمام الأمر بأيديهم للدفاع عن أموالهم وأعراضهم مؤكداً أن السلطات المختصة لن تتردد في تحمل مسئولياتها الدستورية والقانونية لمواجهة العناصر الخارجة عن القانون. وأكد ل «الحياة» مصدر قريب من القاضي حمود الهتار وزير الأوقاف والإرشاد اليمني أنه قدم استقالته إلى الرئيس صالح ورئيس الوزراء علي مجور قبل أيام احتجاجاً على قمع الأجهزة الأمنية للمتظاهرين والمعتصمين المطالبين بسقوط النظام في صنعاء، وبقية المحافظات، وقال المصدر أن الهتار استقال لم يُقل من منصبه. وكان الرئيس اليمني أصدر قراراً جمهورياً ليل الأحد – الاثنين بتعيين حمود عباد، الذي كان يشغل منصب وزير الشباب والرياضة، وزيراً للأوقاف وتعيين عارف الزوكا القيادي في الحزب الحاكم، الذي تتهمه أحزاب المعارضة بقيادة مؤيدي الرئيس تقوم بالاعتداء على المعتصمين، وزيراً للشباب والرياضة . ويُعد القاضي الهتار أول وزير يستقيل احتجاجاً على قمع التظاهرات بعدما كان عشرون نائباً استقالوا من الحزب الحاكم وشكلوا تكتلاً أطلقوا عليه «كتلة الأحرار للإنقاذ الوطني» وأعلن عدد من أعضاء الحزب الحاكم خلال الأيام الماضية استقالتهم تضامناً مع الاحتجاجات والاعتصامات المنادية بسقوط النظام. إلى ذلك اتهم تقرير «برلماني» رجال الأمن في محافظة عدن بالتهور وعدم التصرف بحكمه واستخدام الرصاص الحي ضد المتظاهرين المطالبين بإسقاط النظام. وذكر التقرير الذي أعدته لجنة برلمانية كلفت بتقصي الحقائق أن عدد القتلى من المدنين في عدن تسعة أشخاص وثلاثين جريحاً وقتيلين من رجال الأمن و22 جريحاً بالإضافة إلى إحراق خمس سيارات حكومية وسيارتي شرطة وتكسير زجاج عشر سيارات تابعة للشرطة وإحراق ثلاث سيارات أخرى أحداها لمواطن وإحراق المبنى القديم لمركز شرطة الشيخ عثمان ، ومبنى المديرية ، ومبنى البلدية وتكسير مبنى شرطة المنصورة وفندق المفتاح ونهب كفتيريا الفاخر. وفي تطور ملفت تتوافد على ساحة الاعتصام في العاصمة صنعاء يومياً جموع من وجهاء ومشايخ وأبناء القبائل للانضمام إلى المعتصمين وأعلن هؤلاء استعدادهم للدفاع عن ساحات وميادين الاعتصامات المناوئة للسلطة من أي قمع أو اعتداءات ترتكبها ضد المحتجين قوات الأمن أو أنصار الحزب الحاكم، ما ينذر بتداعيات خطيرة قد تؤدي إلى صدام دموي، خصوصاً أن منافذ الحوار للتوصل إلى تسوية سياسية للصراع بين الحكم والمعارضة لا تزال مغلقة تماماً، فيما يقوم كل طرف بحشد أنصاره ومؤيديه في أجواء يسودها الاحتقان.