أطلقت الشرطة اليمنية أمس النار على متظاهرين في عدن ما أدى إلى إصابة أحدهم بالرصاص بينما أصيب ثلاثة آخرون بقنابل الغاز المسيل للدموع، بحسب ما أفاد شهود عيان. وأوضح شهود العيان أن «الشرطة أطلقت النار خلال محاولتها تفريق تظاهرة في المعلا في عدن ما أدى إلى إصابة أحد المحتجين برصاص الشرطة بينما أصيب ثلاثة آخرون بقنابل الغاز المسيلة للدموع». وأضاف شهود العيان أن «الشرطة فشلت رغم إطلاقها النار في تفريق التظاهرة وفي إنهاء اعتصام في المكان مستمر منذ نحو أسبوعين». وتابع الشهود أن المتظاهرين اتجهوا بعد ذلك نحو مركز الشرطة «بهدف إحراقه». ويأتي ذلك بعد يوم من مقتل 52 متظاهرا في صنعاء على أيدي قناصة قال شهود عيان إنهم مناصرون للنظام، وهو ما دفع الرئيس اليمني علي عبدالله صالح إلى إعلان حالة الطوارئ في البلاد ل 30 يوما. وانضم أمس عشرات الأستاذة إلى المعتصمين أمام جامعة صنعاء للمطالبة بإسقاط نظام صالح الذي يحكم البلاد منذ 32 عاما، بحسب ما أفاد مراسل صحافي متواجد في المكان. وبدا المعتصمون أكثر تمسكا بمطالبهم عقب اليوم الأكثر دموية منذ انطلاق الحركة الاحتجاجية نهاية يناير (كانون الثاني) وهتفوا بأنهم لن يتركوا الساحة «حتى يسقط النظام». إلى ذلك، أعلنت أحزاب المعارضة اليمنية «اللقاء المشترك» عدم مشاركتها في لجنة تحقيق حول مقتل وجرح المئات في ساحة التغيير بجامعة صنعاء الجمعة قبل سجن المسؤولين من أركان النظام عن المذبحة ومحاكمتهم. بحسب الناطق الرسمي محمد قحطان. في حين قال مصدر مطلع إن المحتجين ألقوا القبض على عدد من المسلحين الذين نفذوا الهجوم. فيما طالب المحتجون في بيان صادر عن المركز الإعلامي للمعتصمين بساحة التغيير مجلس الأمن الدولي بسرعة التدخل، وتعهدوا بمواصلة ثورتهم السلمية ليس لإسقاط النظام فحسب بل ومحاكمته أيضاً. في غضون ذلك، توالت الاستقالات من الحزب الحاكم بعد ساعات من الحالة المأساوية التي شهدتها ساحة التغيير جراء اعتداء مسلحين وكانوا على أسقف منازل مجاورة للساحة في العاصمة صنعاء أودت بحياة 46 شخصاً على الأقل وإصابة المئات بالرصاص الحي. حيث أعلن وزير السياحة نبيل حسن الفقيه استقالته من منصبه ومن الحزب الحاكم ليصبح ثاني وزير يستقيل من الحكومة خلال الأزمة بعد استقالة حمود الهتار وزير الأوقاف والإرشاد السابق. وعزا الوزير استقالته من الحكومة إلى الأحداث التي تمر بها البلاد، بعد أن كان وزير السياحة قد قدم في الأيام الأولى لإنطلاق الاحتجاجات مبادرة لتنحي الرئيس نهاية العام الجاري. واستقال أيضاً عضوا مجلس شورى ووزيرا ثقافة وزراعة سابقان من الحزب الحاكم وكذلك رئيس دائرة العلاقات الخارجية في الحزب الحاكم لنفس السبب الذي استقال من أجله وزير السياحة. ومن جانبه، دعا رئيس لجنة الوساطة بين الحكومة والمعارضة السابق الشيخ عبدالمجيد الزنداني الرئيس لتسليم صلاحيته لنائبه. وفي السياق ذاته، قدم السفير اليمني في بيروت فيصل أمين أبو راس أمس استقالته من منصبه احتجاجا على «مجزرة الجمعة» في صنعاء التي أوقعت 52 قتيلا، بحسب ما أفادت مصادر صحافية. وقال أبو راس إنه «استقال من منصبه كسفير لليمن احتجاجا على المجزرة التي وقعت في ساحة التغيير في صنعاء أمس الأول والتي بلغ عدد ضحاياها 52». وأضاف «إزاء حجم الكارثة، هذا أقل موقف يمكن اتخاذه»، موضحا أنه لا ينتمي إلى أي حزب سياسي. وأوضح أبو راس أنه سيتواصل مع وزارة الخارجية اللبنانية الاثنين بعد انتهاء عطلة نهاية الأسبوع، لإبلاغها بالاستقالة. وهو السفير اليمني الأول الذي يقدم استقالته منذ بدء حركة الاحتجاج في اليمن في أواخر يناير (كانون الثاني) للمطالبة برحيل الرئيس اليمني علي عبدالله صالح الموجود في السلطة منذ 32 عاما. وسبق لوزيرين في الحكومة و11 نائبا يمنيا أن قدموا استقالاتهم احتجاجا على أعمال القمع التي تستهدف المتظاهرين. وأفادت مصادر طبية عن ارتفاع عدد قتلى إطلاق النار الذي قامت به القوات الأمنية اليمنية على متظاهرين في صنعاء الجمعة إلى 52، وعدد الجرحى 126.