سنغافورة - أ ف ب - في زاوية صغيرة تحيط بها المباني السكنية الشاهقة، لا تزال قرية كامبونغ لرونغ بوانغكوك تنعم بالهدوء في قلب سنغافورة مذكرة بما كانت عليه هذه المدينة - الدولة قبل فترة. تسرح الكلاب والقطط بحرية فيما يعلو نقيق الدجاج ويلعب أطفال في محيط منازل ملونة سطوحها من الزنك مصنوعة من الخشب والإسمنت، غير آبهين بهدير محركات سيارات تمر على طريق سريع يبعد أمتاراً قليلة عنهم. قد تكون أيام هذه البلدة معدودة مع زحف المقاولين العقاريين. لكن إلى حين قدوم هذه الساعة توفر البلدة للزائر لمحة على ما كانت عليه الحياة في خمسينات القرن الماضي قبل أن تتحول سنغافورة إلى واحدة من أكثر مدن آسيا حداثة وغنى. مساحة البلدة توازي ثلاثة ملاعب لكرة القدم وتقع في ضاحية سنغافورة الشمالية الشرقية وهي تضم 28 منزلاً موزعة عشوائياً ويبلغ عدد سكانها 50 نسمة تقريباً. طرقاتها غير معبدة أما منازلها فتنعم بحدائق خلفية كبيرة وتشكل نقيضاً للمدينة - الدولة التي تعج بأبنية المكاتب وناطحات السحاب السكنية ومراكز التبضع. بالنسبة إلى سكانها توفر البلدة ملاذاً في نهاية يوم عمل شاق وواحة هدوء حيث لا يزال السكان يعرفون بعضهم البعض بشكل وثيق خلافاً لما يحصل في المدينة. ويقيم غالبية سكان سنغافورة البالغ عددهم خمسة ملايين نسمة في ابنية شيدتها الحكومة أو شقق فخمة خاصة. وسنغافورة وهي جزيرة غالبية سكانها من اصل صيني، أصبحت عضواً في الاتحاد الماليزي العام 1963 لكنها طردت منه بعد سنتين بعدما اتبعت كوالالمبور سياسات مؤدية للغالبية الماليزية من السكان. إلا أن التجانس الإثني طبيعي في كامبونغ لرونغ بوانغكوك راهناً بين العائلات الصينية والماليزية التي تتجاور منازلها في القرية. وفي حين أن البلدة بحسب المعايير في سنغافورة، بعيدة من المتاجر الكبرى والمدارس ومحطات الحافلات والقطارات، فإن سكانها لا يكترثون لذلك إذ ثمة إيجابيات لحياة القرية لا يجدونها في أي مكان آخر. لكن في سنغافورة التي تعاني من ضيق المساحة يبقى مستقبل البلدة غامضاً، خصوصاً أن أبنية قديمة ومناطق سكنية أخرى حولت إلى مجمعات سكنية حديثة أو مراكز تجارية. وأكدت هيئة التخطيط المدني في سنغافورة أن ثمة خططاً لتطوير المنطقة ألا أنها لم تعطِ أي جدول زمني لذلك.