قتل الجيش الجزائري إرهابياً أمس، لتبلغ حصيلة المسلحين الذين أوقفت نشاطاتهم خلال عملية عسكرية تشنها القوات الحكومية منذ 4 أيام في محافظة بجاية (250 كيلومتراً شرق العاصمة) 10 إرهابيين، توزعوا بين قتيل ومعتقل، وتزامن الإعلان عن الحصيلة الجديدة مع دفاع رئيس الحكومة أحمد أويحيى عن محتوى شريط مصور بثه التلفزيون الرسمي تضمن صوراً وصفها مراقبون ب «الصادمة» من «العشرية السوداء» التي عاشتها الجزائر في التسعينات. وعبّر أويحيى عن دعمه خطوة التلفزيون الحكومي، نشر صور حول فترة المأساة الوطنية، على رغم وصفها من قبل البعض ب»الصادمة»، مشيراً إلى أنها هدفت للترحم على ضحايا الإرهاب. وأثار الشريط الذي عُرض ليلة ذكرى المصالحة ردود فعل تنتقد استعمال صور لمجازر فظيعة بُثت لأول مرة، وكانت حدثت في فترة التسعينات. وأكد أويحيى الذي زار وهران (400 كيلومتر غرب العاصمة) أن «الصور التي نشكر التلفزيون الوطني على بثها، كانت للترحم على ضحايا الإرهاب وكانت ذاكرة للجزائريين مهما كانت توجهاتهم السياسية، لأن هذه الأمانة التي تسمى الجزائر يجب أن تُحفظ». وأوضح: «بالأمس وقفنا وقفة تذكارية على 12 سنة للمصالحة وبالمناسبة قرأت أن هناك الكثير انتقدنا، ونذكر أن نشيدنا خلال الثورة يقول إخواني لا تنسوا الشهداء ولو أن الأمر مختلف مع المأساة الوطنية». في سياق متصل، أفادت وزارة الدفاع، بأن قواتها تمكنت من وقف نشاط 10 إرهابيين بين قتلى وموقوفين ومن سلم نفسه. وانتهت العملية التي نفذتها قوة كبيرة للجيش في بجاية إلى مقتل 6 إرهابيين، يشكلون مجموعة يُشتبه بانتمائها إلى تنظيم «القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي». وعلمت «الحياة» أن الجيش استعان خلال عملية التمشيط بمعلومات دقيقة عن تحرك مجموعة إرهابية من بجاية في طريقها إلى ولاية جيجل. ويُعرف أن نشاط «القاعدة المغاربية» توقف تماماً بفعل حصار الجيش ومقتل أغلب عناصرها واختفاء قائدها أبو مصعب عبدالودود. ومن خلال تتبع بيانات وزارة الدفاع للأيام العشرة الأخيرة، يمكن ملاحظة انتشار عمليات الجيش في محاور شرقية، مع استنتاج أن وزارة الدفاع ماضية بحزم في سياسة استئصال الإرهاب، في مقابل مد اليد للراغبين في تسليم أنفسهم طوعاً. وأوقفت مفرزة للجيش في ولاية باتنة 400 كيلومتر جنوب شرق العاصمة، ارهابياً يوم الجمعة الماضي، وقتلت مفرزة أخرى في اليوم ذاته على إرهابي خطير إثر مكمن في بلدية الأمير عبدالقادر (ولاية جيجل). كما سلّم إرهابي يحمل اسم «يعقوب» نفسه للسلطات العسكرية في سكيكدة (شرق) في اليوم ذاته.