أعلنت وزارة الدفاع الجزائرية أمس، مقتل مسلحَين إسلاميَين واسترجاع بندقيتيّ كلاشنيكوف ونظارة ميدان و3 قنابل يدوية وهواتف نقّالة وأغراض أخرى، في ولاية جيجيل (380 كلم شرق العاصمة)، في موقع قريب من ولاية سكيكدة التي شهدت منذ أيام قليلة اشتباكاً بين قوات الأمن ومتشددين أدى إلى مقل مسلحَين أيضاً. وذكرت وزارة الدفاع في بيان أنه «في إطار مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة تمكنت مفرزة من قوات الجيش الوطني الشعبي تابعة للقطاع العملياتي في جيجل، بإقليم الناحية العسكرية الخامسة مساء الأحد، من القضاء على إرهابيَين واسترجاع بندقيتين آليتين من نوع كلاشنيكوف إثر مكمن نصبته بالمكان المُسمى مشتة أولاد عمران ببلدية الشحنة»، القريبة من ولاية سكيكدة الواقعة شمال شرقي الميلية في أقصى ولاية جيجل. ويشن الجيش عمليات متفرقة منذ أسابيع في تلك المنطقة التي تتميز بغابات كثيفة تمتد على مسافة مئات الكيلومترات، وتحاذي ولاية سكيكدة التي احتضنت لسنوات طويلة، أكبر عدد من الجماعات المسلحة قبل حلّها بموجب قانونيّ الوئام المدني ثم المصالحة الوطنية. ويؤشر الإعلان عن تحرك مسلح في تلك المنطقة، إلى وجود جماعات متشددة قد تكون وجهتها الحدود التونسية التي تبعد حوالى أقل من مئة كيلومتر عن المكان. وأفادت مصادر متابعة للملف الأمني، أن القيادة العسكرية الجزائرية قررت تمديد العمل بالمخطط الأمني المقرر بالتعاون مع وزارة الدفاع التونسية، على الحدود بين البلدين إلى ما بعد الانتخابات الرئاسية التونسية المقررة في تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل، حيث شوهدت طائرات عسكرية تابعة لقوات البلدين تقصف مواقع يُشتبه في أن العناصر الإرهابية تتحصن فيها، وتتخذها الجماعات المسلحة كمسارات للتنقل بين ليبيا وتونس والجزائر. وتنفذ الطائرات الجزائرية طلعات استطلاع يومية للمنطقة، منذ حوالى أسبوع. وفي سياق متصل، ذكرت وزارة الدفاع أن مفرزة أخرى من الجيش تمكنت أول من أمس أيضاً، في إقليم الناحية العسكرية الرابعة في الصحراء (ورقلة 1000 كلم جنوب شرقي العاصمة) إثر دورية استطلاعية قرب منطقة أماموكن بجانت في ولاية إليزي من اعتقال 4 مهربين جزائريين وحجز عربة رباعية الدفع. على صعيد آخر، عبّر الناطق باسم وزارة الشؤون الخارجية الجزائرية عبدالعزيز بن علي الشريف أمس، عن ارتياح الجزائر «لسير الانتخابات الاشتراعية التونسية في شكل جيّد وفي ظروف سادها الهدوء». وقال بن علي الشريف إن الجزائر «تهنئ الشعب والحكومة التونسيين على السير الجيد لهذه الانتخابات التي تشكّل مرحلة حاسمة في مسار تعزيز المؤسسات الديموقراطية ودولة القانون». وأضاف أن «هذا النجاح الجديد لم يكن ليتحقق لولا حكمة القوى السياسية التونسية وعزيمتها وأن الجزائر تلتزم بهذه المناسبة بمواصلة تقديم الدعم التام لتونس الشقيقة التي انتهجت بعزم مسار الاستقرار والرفاه».