وجّه رئيس الحكومة الجزائرية أحمد أويحيى نداءً رسمياً إلى أعضاء الجماعات الإرهابية ل «يعودوا إلى عائلاتهم» والاستفادة من القوانين السارية المفعول، لكنه جدد في الوقت ذاته تهديدهم بأن «الدولة ستقضي عليهم بالقوة التي يكفلها القانون» في حال عدم الاستسلام. وتوجه أويحيى في خطاب ألقاه أمام البرلمان أمس، إلى الجماعات الإرهابية بالقول: «إن لم تقض عليكم الدولة بالقوة سيأتي اليوم الذي تطبق فيه القانون بحذافيره». وجاء نداء أويحيى في مناسبة حديثه عن المصالحة الوطنية التي تصادف ذكراها ال12 في 29 أيلول (سبتمبر) الجاري. وأشارت حصيلة سابقة ل «الحياة» إلى أن قرابة 80 مسلحاً سلمواً أنفسهم للسلطات الجزائرية خلال سنتين، أغلبهم في محافظة جيجل (شرق) والمنطقة الصحراوية. وعلمت «الحياة» من مصادر قريبة من الرئاسة، أن مسؤولين في ديوان الرئيس وجهوا تعليمات لولاة محافظات بإحياء ذكرى المصالحة في شكل لافت هذا العام. وتعتقد الرئاسة أن «المصالحة» ورقة مهمة في مشروعها السياسي الذي يناهض أفكار «الثورة السلمية» التي دعت إليها شخصيات مستقلة. وتحاول الحكومة إظهار «الفارق الأمني» بين سنوات التسعينات والفترة الراهنة وأن أي «انزلاق مجتمعي قد يعيد الجزائر إلى تلك السنوات». وذكرت وزارة الدفاع الجزائرية أن آخر إرهابي سلم نفسه كان يوم الأربعاء الماضي، ويُدعى «س. مراد» الذي تقدم إلى السلطات العسكرية في أدرار (أقصى الجنوب) وفي حوزته سلاح وذخيرة. وتؤكد هذه النتائج من جديد وفق وزارة الدفاع «على نجاعة مقاربة الجيش الوطني الشعبي في القضاء على ظاهرة الإرهاب وتقويض كل محاولة لزعزعة استقرار بلادنا». وكانت محافظات أدرار وبرج باجي مختار وتمنراست، الأبرز من حيث أعداد المسلحين الذين تركوا العمل المسلح بعد محافظات شمالية برزت فيها ظاهرة استسلام عائلات بأكملها. في سياق آخر، أعلن الجيش الجزائري أمس، أنه قتل عنصراً إرهابياً في تيبازة الواقعة على بُعد 70 كيلومتراً غرب العاصمة، وصادر رشاش كلاشنيكوف كان في حوزته. وذكر بيان صادر عن وزارة الدفاع أن «هذه العملية تأتي ضمن عمليات ملاحقة فلول الإرهاب في مختلف مناطق البلاد». ووصف بيان الوزارة، الإرهابي ب «الخطير».