أعلن رئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمد الله بعد وصوله اليوم (الإثنين) إلى قطاع غزة، أن «الحكومة بدأت بممارسة مهامها في غزة» حيث سيسعى إلى إرساء المصالحة مع حركة «حماس» التي تسيطر على القطاع منذ 2007. ويرافق الحمد الله وزراء حكومته، وهي الزيارة الأولى للحكومة التي تتخذ من رام الله مقراً، إلى قطاع غزة منذ العام 2015. وقال رئيس الوزراء الذي لقي استقبالاً رسمياً وشعبياً حاشداً عند معبر بيت حانون، في مؤتمر صحافي عقده فور وصوله «الحكومة بدأت بممارسة مهامها في غزة ابتداء من اليوم». وتابع «نعود إلى غزة من جديد لإنهاء الانقسام وتحقيق الوحدة. نحن الآن أمام سلسلة خطوات وبرامج عمل من شأنها التخفيف عن السكان، أولوياتنا التخفيف من معاناة أهل غزة». وكان في استقبال الوفد الكبير العشرات من كوادر حركة «فتح» وعدد من مسؤولي حركة «حماس» وحوالى ألفي فلسطيني تجمعوا أمام البوابة الخارجية للمعبر. وتأخر دخول الوفد حوالى نصف ساعة بسبب خلاف بين جهازي أمن «حماس» والسلطة حول مواضع تمركز عناصر الأمن، إلا أن الوفد المصري الذي وصل أمس إلى غزة حسم الخلاف، بحسب مصدر فلسطيني فضل عدم الكشف عن اسمه. وشاركت في الاستقبال بإيعاز من وزارة الداخلية التابعة ل «حماس» فرقة حرس شرف موسيقية مكونة من 45 عنصراً. وقال الحمد الله إن «نجاح عمل الحكومة سيكون مرهوناً بقدرتها التنفيذية على الأرض والميدان، وإحداث تأثير واسع على المواطن». وقال «ندرك أن الطريق لا يزال طويلاً وشاقاً، لكن شعبنا قادر على النهوض من جديد». وسيلتقي الحمد الله بعد ظهر اليوم رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» إسماعيل هنية ورئيسها في قطاع غزة يحيى السنوار. وسيترأس اجتماع الحكومة الأسبوعي غداً في غزة. وتم نشر مئات من قوات الأمن التابعة لحركة «حماس» في شوارع مدينة غزة وقرب الفندق الذي سينزل به الحمد الله. ورحب المنسق الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط نيكولاي ملادينوف اليوم ب «حذر»، بالتحسن في العلاقات بين «فتح» و«حماس». وقال إن هناك أسباباً حقيقية تبعث على التفاؤل منها «الإرادة السياسية الحقيقية» لدى كل من حركتي «حماس» التي تسيطر على غزة، و«فتح» التي تسيطر على السلطة الفلسطينية، إضافة إلى الدور النشط الذي تلعبه مصر وإجراءات صغيرة لبناء الثقة بين الجانبين. وأضاف «أنا متفائل بحذر، ولا أقلل من التعقيدات والصعوبات الكبيرة التي يمكن أن تطرح على طول الطريق». واعتبر أن «بإمكان هذه الجهود أن تنجح في حال بقيت المنطقة منخرطة (بلعب دور المصالحة)، وإذا استمر دور مصر، وفي حال واصلت الأحزاب السياسية إظهار الاستعداد نفسه الذي تظهره حالياً للعمل معنا في هذه العملية». ودعا ملادينوف أيضاً المجتمع الدولي إلى تقديم الدعم المالي لحكومة تترأسها السلطة الفلسطينية في قطاع غزة. وتابع «هذه محاولة لتعزيز قوى الاعتدال في منطقة فيها اضطرابات كبيرة». ورأى ملادينوف أن «عودة الحكومة إلى غزة يقوي الذين يرغبون بتحقيق السلام بين فلسطين وإسرائيل، والذين يرغبون بتحقيق ذلك على أساس المفاوضات وليس العنف». وردا على سؤال حول إمكان قبول الولاياتالمتحدة للمصالحة بين «حماس» والسلطة الفلسطينية، أجاب ملادينوف أن الوقت لا يزال مبكراً كثيراً للكلام عن هذا الأمر. وتعتبر إسرائيل والولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي حركة «حماس» «منظمة ارهابية»، ويطالبون دائماً بتخليها عن الكفاح المسلح والاعتراف بإسرائيل. وأشاد الجامع الأزهر اليوم بالخطوات التي يتخذها الشعب الفلسطيني تجاه المصالحة الوطنية، وأعلن في بيان أنه «يرحب بالخطوات التي اتخذها الأشقاء في فلسطين نحو المصالحة الوطنية، وهو ما تُوج اليوم بوصول رئيس حكومة الوفاق الفلسطينية إلى قطاع غزة». وشدد الأزهر على «وقوفه إلى جانب أبناء الشعب الفلسطيني في نضالهم من أجل استعادة أرضهم المحتلة وإقامة دولتهم المنشودة، وعاصمتها القدس الشريف»، ودعا «الفلسطينيين كافة إلى إعلاء المصلحة الوطنية والتمسك بالوحدة والائتلاف ونبذ الفرقة والخلاف»، بحسب البيان.