أكدت بيونغيانغ احتجازها أميركياً الشهر الماضي، اتهمته بمحاولة ارتكاب «أعمال عدائية»، فيما حضّت الصين جميع الأطراف في شبه الجزيرة الكورية على «الكفّ عن استفزاز بعضهم بعضاً». وأفادت وكالة الأنباء الرسمية الكورية الشمالية بتوقيف الأميركي كيم سانغ دوك في مطار بيونغيانغ، وزادت: «دعته جامعة بيونغيانع للعلوم والتكنولوجيا الى تدريس المحاسبة. وضُبِط لارتكابه أعمالاً إجرامية عدائية هدفها قلب نظام الحكم في كوريا الشمالية، ليس فقط في الماضي، بل أيضاً خلال فترة إقامته الأخيرة قبل توقيفه». وأضافت أن السلطات تجري تحقيقاً في الجريمة المنسوبة الى كيم. واستبعدت جامعة بيونغيانغ أن يكون توقيف كيم مرتبطاً بعمله في الجامعة، وقال ناطق باسمها إن زوجة كيم التي كانت معه لدى توقيفه، عادت منذ ذلك الحين إلى الولاياتالمتحدة، مضيفاً: «نأمل بحلّ إيجابي (للملف) في أسرع وقت». وأرسلت الولاياتالمتحدة حاملة الطائرات «يو أس أس كارل فنسون» إلى المياه الكورية، وحلّقت قاذفتان أميركيتان فوق شبه الجزيرة الكورية، أثناء تدريب مشترك مع سلاح الجوّ الكوري الجنوبي والياباني هذا الأسبوع. واعتبرت كوريا الشمالية أن القاذفتين نفذتا «تدريباً على إسقاط قنابل نووية على أهداف رئيسة» في أراضيها، مشيرة الى أن ترامب و «آخرين من دعاة الحرب في الولاياتالمتحدة يطالبون بتوجيه ضربة نووية وقائية» للدولة الستالينية. وعلّق ناطق باسم وزارة الخارجية الصينية على القاذفتين والتدريبات وردّ فعل بيونغيانغ، منبّهاً الى أن الوضع «شديد التعقيد» وحساس. وأضاف: «المهمة العاجلة هي تهدئة الأجواء واستئناف المحادثات (السداسية لتفكيك البرنامج النووي الكوري الشمالي). نحضّ مجدداً جميع الأطراف المعنيين على التزام الهدوء وضبط النفس والكفّ عن استفزاز بعضهم بعضاً، والعمل بكدّ لتهيئة المناخ للتواصل والحوار بين جميع الأطراف، والعمل للعودة إلى المسار الصحيح للحوار والمفاوضات في أسرع وقت». وذكر ديبلوماسيون أن واشنطن تتفاوض مع بكين في شأن إمكان اتخاذ موقف أكثر صرامة في مجلس الأمن حيال إطلاق بيونغيانغ صواريخ، بما في ذلك تشديد العقوبات المفروضة عليها. وقال ناطق باسم البعثة الأميركية الدائمة لدى الأممالمتحدة: «تجبرنا الممارسات المتواصلة لكوريا الشمالية، منذ أحدث تجاربها النووية، على أن نناقش إجراءات تنطوي على ضغوط». وتابع: «كما قال وزير الخارجية (ريكس) تيلرسون الجمعة، فإن استمرار الوضع كما هو ليس مطروحاً. نبحث في خيارات من أجل الردّ على هذه الاستفزازات، مع زملائنا في مجلس الأمن». في واشنطن، تعهد حاكم ولاية آيوا تيري برانستاد، مرشح الرئيس الأميركي دونالد ترامب لتولي سفارة واشنطن في بكين، انتهاج سياسة صارمة مع الصين في ملفات بينها كوريا الشمالية والنزاعات التجارية وحقوق الإنسان. وقال إنه سيستخدم خبرته التي تمتد عقوداً في الصين، في الضغط عليها لكي تبذل المزيد لتشجيع بيونغيانغ على كبح طموحاتها النووية. وأضاف خلال جلسة استماع في مجلس الشيوخ الأميركي قبل المصادقة على تعيينه: «هناك مسائل أخرى يمكن أن يفعلها (الصينيون)، ديبلوماسياً واقتصادياً، لتوصيل رسالة واضحة (مفادها) أنهم والولاياتالمتحدة ودولاً أخرى في العالم لن يتهاونوا مع هذا التوسّع في التكنولوجيا النووية والصاروخية».