شكّكت كتل سياسية في العراق، ابرزها «المجلس الاعلى»، بزعامة عمار الحكيم في نزاهة الانتخابات التشريعية التي أُجريت نهاية الشهر الماضي، وهددت برد سياسي رفضت كشفه، فيما اكدت كتلة «التحالف الكردستاني» دخول اطراف خارجية على خط مفاوضات تشكيل الحكومة، بعد ظهور النتائج الاولية للانتخابات. الى ذلك، اكدت مفوضية الانتخابات انها ستعلن النتائج الاولية اليوم أو غداً الاثنين. وسربت وسائل اعلام هذه النتائج، بعد فرز 91 في المئة من اصوات الناخبين، وكان ابرزها حصول ائتلاف «دولة القانون» بزعامة رئيس الحكومة نوري المالكي على 93 مقعداً تليه كتلة «الاحرار» ثم «متحدون» (حوالى 33 مقعداً) وبعدها «المواطن» (31 مقعداً) فيما توقعت مصادر حصول ائتلاف «الوطنية» على 20 مقعداً، والحزب الديموقراطي الكردستاني على 27 مقعداً. الا ان الناطق باسم «المجلس الاعلى» حميد معلة شكك بهذه الارقام وقال ل»الحياة» إنهام «لا تمت الى الواقع بصلة وهي مجرد تكهنات ونحن في انتظار النتائج النهائية التي ستعلنها المفوضية الاسبوع المقبل». واكد ان ائتلاف «المواطن» بزعامة الحكيم «متخوف جداً من النتائج ومن عمل المفوضية طوال فترة العد والفرز التي تثير الشك والريبة». مشيراً الى ان «الائتلاف رصد مخالفات وخروقات كبيرة جداً في عمل المفوضية اثناء وبعد الانتخابات وقدم شكاوى كثيرة». واضاف: «سننتظر الرد على الطعون والشكاوى التي تقدمنا بها واذا لم يكن هناك تجاوب معنا سيكون لنا رد سياسي كبير لن نكشفه الآن». وعن المفاوضات لتشكيل تحالفات، قال معلة ان «التحالف الشيعي في انتظار انتهاء عمل اللجنة التي شكلت لاعادة هيكلته ووضع آلية لاختيار رئيس الحكومة»، مشيراً الى ان اقتراح باقر الزبيدي لاختيار رئيس الوزراء «غير رسمي حتى الان». وكان الزبيدي اقترح ان يقدم ائتلاف «دولة القانون» ثلاثة مرشحين لرئاسة الوزراء ومرشح لكل من «الاحرار» و»المواطن» ويجري التصويت لاختيار احدهم داخل التحالف وفي حال الاخفاق يتم اللجوء الى البرلمان للتصويت على المرشحين. واشار الناطق باسم «المجلس الاعلى» الى ان «ائتلاف المواطن لن يقبل بأي حال من الاحوال أي مرشح يرفضه الاكراد والسنّة». من جهته، قال القيادي في «التحالف الكردستاني» حسن جهاد ان القوى السياسية في اقليم كردستان اجتمعت اليوم (امس) برئاسة مسعود بارزاني لتوحيد موقفها من تشكيل الحكومة الاتحادية قبل بدء المفاوضات الرسمية مع الكتل الفائزة. واوضح جهاد في تصريح الى «الحياة» ان «اجتماعاً ثانياً سيكون بعد يومين للقوى نفسها، واغلب الظن انها ستجمع على معارضة الولاية الثالثة للمالكي وسيكون موقفها منسجماً مع موقف بارزاني». وأوضح جهاد انه «على رغم غياب الشفافية اللازمة في عمل المفوضية ووجود مخاوف من عمليات تزوير، لكن ائتلاف المالكي حصل على المركز الاول في الانتخابات، وهو الان في موقف مشابه للموقف الذي كان فيه ائتلاف «العراقية» بزعامة اياد علاوي عام 2010». وتابع: «في حال اصرت الكتل السنّية والشيعية الاخرى على موقفها فهناك استحالة في تجديد ولاية المالكي لكننا نخشى التدخلات الخارجية التي بدأت بالفعل كما نخشى تبدل المواقف». بدوره لفت النائب عن ائتلاف «متحدون» وليد المحمدي الى ان «الائتلاف يعتقد بوجود تلاعب في عمليات العد والفرز»، مشيراً في تصريح الى «الحياة» الى انه «تقدم بطعن الى مفوضية الانتخابات». واضاف: «اننا بانتظار النتائج الاولية، لكننا نطالب المفوضية بالرد على الطعون». إلى ذلك، اكدت المفوضية ان ما تظهره وسائل الاعلام وبعض القنوات الفضائية والمواقع الالكترونية من نسب الاصوات وعدد المقاعد «اجتهاد وتكهنات»، مؤكدة ان القوائم التي تظهر في الاعلام ليس لها شأن فيها، وسيكون لها رأي صريح في هذه الوسائل التي تحاول تشويه الحقائق . واعلن رئيس مجلس المفوضين سربست مصطفى في مؤتمر صحافي امس ان «نتائج الانتخابات ستعلن مساء يوم الاحد أو الاثنين»، مبيناً أن «نتائج انتخابات إقليم كردستان سيعلن عنها يوم الخميس المقبل».