أظهرت النتائج الجزئية للانتخابات العراقية تقدم قائمة رئيس الوزراء نوري المالكي في الجنوب، حيث جاءت في الطليعة حتى الآن في ثلاث محافظات. وشكل المالكي لجنة للبدء في مفاوضات مع القوائم الأخرى لتشكيل حكومة ائتلافية. وأكد القيادي في ائتلاف المالكي علي العلاق، الحاجة الى إيجاد آلية جديدة للتحالف الرباعي بين حزب «الدعوة» و «المجلس الأعلى» والحزبين الكرديين لتشكيل الحكومة الجديدة. وتصاعدت الاتهامات لقائمة المالكي بارتكاب مخالفات وتزوير مع استمرار عمليات فرز الأصوات وإعلان النتائج الجزئية تباعاً. ونفى «ائتلاف المالكي بشدة هذه الاتهامات، فيما أعلنت مفوضية الانتخابات انها «في صدد رفع دعاوى ضد كل من اتهمها بالتلاعب بالنتائج». وجدد رئيس كتلة «الائتلاف الوطني العراقي» رئيس الوزراء السابق ابراهيم الجعفري دعوته الى ان يكون رئيس العراق المقبل عربياً سنياً خارج نطاق المحاصصة لإبعاد البلاد عن «اللبننة»، مؤكداً في الوقت نفسه استبعاد التحالف مع القوى التي «تكون واجهة لحزب البعث» في اشارة ضمنية الى القائمة «العراقية» بزعامة اياد علاوي. وأوضحت المفوضية ان «ائتلاف دولة القانون» حل اولاً في المثنى و «الائتلاف الوطني العراقي» ثانياً، بينما حل «ائتلاف وحدة العراق» بزعامة وزير الداخلية جواد البولاني ثالثاً، و «العراقية» رابعاً. وكانت المفوضية أعلنت ان «ائتلاف دولة القانون» حل أولاً في محافظتي بابل والنجف، يليه «الائتلاف الوطني» ومن ثم «العراقية». وأكد المسؤول في المفوضية اياد الكناني ان النتائج الجزئية في محافظة ميسان (كبرى مدنها العمارة) تشير إلى تقدم «الائتلاف الوطني» على «دولة القانون» و «العراقية»، بعد الانتهاء من فرز حوالى 23 في المئة من الأصوات، بفارق كبير. كما ابرزت النتائج الجزئية تقدم كتلة علاوي في محافظتي ديالى وصلاح الدين، في حين حل التحالف الكردستاني أولاً في أربيل. ونقلت وكالة «اسوشييتد برس» ان المالكي شكل لجنة للبدء في مفاوضات مع القوائم الأخرى لتشكيل حكومة ائتلافية، ما يعكس تفاؤلاً بتفوق قائمته على الكتل الأخرى. وتمنح نتائج الانتخابات قيادة «الائتلاف الوطني العراقي» الذي يضم تحالف قوى شيعية للمرة الأولى الى التيار الصدري الذي يتوقع ان يحصد أكبر عدد من أصوات الناخبين، وقدر القيادي في التيار نصار الربيعي ان «ينال نحو 42 مقعداً حتى الآن بانتظار اكتمال إعلان النتائج النهائية». وخيمت الشكوك على الانتخابات مع استمرار الاتهامات المتزايدة بحدوث تزوير تزامنت مع تأجيل مفوضية الانتخابات النتائج الأولية الكاملة. ورفضت رئيس الدائرة الانتخابية في المفوضية حمدية الحسيني الاتهامات التي ساقها ائتلاف علاوي، وقالت ان عملية فرز الأصوات تجرى في شكل جيد في حضور مراقبين من الأحزاب في ظل إشراف دولي، وأكدت انها سترفع دعاوى ضد جهات سياسية ووسائل إعلام. وتسارعت الاتصالات واللقاءات بين القوى السياسية. واجتمع القياديان الكرديان جلال طالباني ومسعود بارزاني بالقيادي في «الائتلاف الوطني» عادل عبد المهدي، فيما اجتمع الأخير مع علاوي، وسبقه لقاء بين زعيم «المجلس الأعلى» عمار الحكيم والقيادي في «العراقية» طارق الهاشمي. وقال الجعفري انه «لا محاذير تمنعنا من التحالف مع القوائم الوطنية الأخرى لتشكيل جبهة واسعة تعمل على تشكيل الحكومة الجديدة على ان لا تكون واجهة لحزب البعث»، في اشارة ضمنية الى «العراقية». وأيّد اختيار رئيس جمهورية من العرب السنة معتبراً ان «ذلك لا يعني الاختيار من منطلقات طائفية او شوفينية عنصرية»، ودعا الى «فتح العملية السياسية لكل كفؤ ولا يوجد داعٍ لأن نخلق لبننة في البلاد». وكانت ردود فعل كردية غاضبة اعقبت تصريحات لنائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي طالب خلالها بمنح منصب الرئيس الى السنة العرب. في غضون ذلك، دعا رجل الدين عبد المهدي الكربلائي، ممثل المرجع الديني الأعلى للشيعة آية الله علي السيستاني الى اعلان النتائج بسرعة وعلى نحو يبدد الشكوك.