يواجه قطاع صناعة السيارات الألمانية منذ سنوات منافسة شديدة على المستوى الدولي من قبل شركات السيارات اليابانية والأميركية، خصوصاً في سوقي الصين والولايات المتحدة الرئيسين. وفي وقت تربعت فيه شركة «تويوتا» اليابانية العام الماضي مرة أخرى على عرش الشركات الأكثر بيعاً في العالم، حلّت الشركة الألمانية «فولكس فاغن» في المرتبة الثانية و «جنرال موتورز» الأميركية في المرتبة الثالثة، وذلك بعدما وضعت «فولكس فاغن» قبل ثلاث سنوات هدف انتزاع المرتبة الأولى عام 2018. وتدخل في المنافسة عوامل عديدة أبرزها تمتع الشركات اليابانية بأفضلية حاسمة على الشركات الألمانية تتمثل في انخفاض سعر العملة اليابانية الين من جهة، وارتفاع سعر اليورو من جهة أخرى، ما يجعل الفارق كبيراً لغير مصلحة الشركات الألمانية. وفي مقارنة بين شركات الدول الثلاث، نجحت شركات السيارات اليابانية في زيادة حجم مبيعاتها 14 في المئة العام الماضي مقارنة بعام 2012، وارتفعت أرباحها 80 في المئة، بينما زادت قيمة مبيعات منتجي السيارات الألمانية اثنين في المئة فقط مقابل تسجيل المنتجين الأميركيين زيادة نسبتها سبعة في المئة، وفق دراسة نشرتها أخيراً مؤسسة «ارنست اند يونغ» الأميركية للاستشارات. ونقلت النشرة الاقتصادية الشهرية الصادرة عن غرفة التجارة والصناعة العربية الألمانية في برلين عن الدراسة الأميركية أن شركتي «هوندا» و «مازدا» اليابانيتين تمكنتا من زيادة مبيعاتهما العام الماضي بأكثر من الخُمْس، في مقابل نسبة راوحت بين 12 و14 في المئة لشركات «تويوتا» و «متسوبيشي» و «سوزوكي». وزادت مبيعات الشركات الألمانية الأخرى، مثل «دايملر» ثلاثة في المئة، فيما تراجعت مبيعات «بي ام دبليو» 1 في المئة. وفي الوقت الذي أعلنت «تويوتا» تحقيق أرباحاً قياسية العام الماضي بلغت 13.5 بليون يورو، حققت «فولكسفاغن» 9.4 بليون يورو و «جنرال موتورز» 2.8 بليون يورو. واعتبر مسؤولو شركات السيارات الألمانية أن المقارنة المذكورة غير عادلة بتاتاً، لأن «تويوتا» تستفيد في شكل واضح من خفض قيمة عملة الين في الأسواق المالية، ما يخفض سعر سياراتها في العالم ويرفع سعر السيارات الألمانية بفعل ارتفاع قيمة اليورو في الأسواق المالية الدولية. وأكد خبراء أن على رغم تسجيل اليابانيين من خلال هذه الأفضلية دخلاً أعلى، إلا أنهم يبيعون في المقابل عدداً أقل من السيارات، ففيما ارتفعت مبيعاتهم ثلاثة في المئة، سجلت شركات السيارات الألمانية زيادة نسبتها خمسة في المئة، والأميركية سبعة في المئة. وأضافت الدراسة: «في إطار المنافسة الدولية القوية بين شركات سيارات الدول الثلاث لتوسيع أسواق مبيعاتها، لا تزال صناعة السيارات الألمانية تحتل موقعاً ممتازاً، فخلال العقد الماضي رفعت الشركات الألمانية قيمة إيراداتها من 227 بليون يورو إلى 391 بليوناً، بزيادة 72 في المئة مقارنة بالعقد السابق، بينما سجّلت الشركات اليابانية زيادة نسبتها 28 في المئة فقط خلال الفترة ذاتها. ولفتت إلى أن شركات السيارات الألمانية تتمتع بأفضلية حاسمة على السيارات اليابانية والأميركية في قسم إنتاج سيارات ال «بريميوم» الفخمة التي تمتاز بها ألمانيا وتباع بأسعار مرتفعة.