تستضيف قاعة معارض «كومين» في باريس في 10 و11 و12 حزيران (يونيو) المقبل، معرضاً يعد الأول من نوعه. وسينتهي المعرض ببيع محتوياته في مزاد علني ترعاه دار «تاجان» للمزادات العلنية الراقية، وتوزَّع إيراداته على منظمة «لا سورس» (النبع) التي أسسها الرسام والنحات جيرار غاروست لدعم الطفولة المعوَّقة والمعذبة والمحرومة. يتمحور المعرض على فكرة «الشر في خدمة الخير»، في إطار الأفلام السينمائية التي أنتجتها شركة «ديزني» المتخصصة في الرسوم المتحركة. فكل رسوم «ديزني» المتحركة تتعرض للصراع المستمر بين الخير والشر، على أن ينتصر الخير في النهاية. وهذا ما يثير إعجاب الصغار بهذه الأفلام، وكذلك الكبار الذين يواظبون على إعادة مشاهدتها، سواء وحدهم من أجل استعادة ذكريات طفولتهم، أو بغية السماح لأولادهم باكتشافها. وطلبت لجنة تنظيم المعرض من عشرين مبتكراً من جنسيات مختلفة، في ميدان الأزياء أو الرسم أو النحت، تنفيذ قطعة فنية ترمز إلى إحدى الذكريات التي تركتها أفلام «ديزني» في مخيّلاتهم، خصوصاً حول المخلوقات الشريرة التي تواجه الهزيمة المحتّمة في نهاية المطاف. ومن الفنانين المشاركين، بول سميث وشانتال توماس وكريستيان لوبوتان وكريستيان لاكروا ومانيش أرورا وجيرار غاروست وإليزابيت غاروست وفرنسيس كوركدجيان مبتكر عطر إيلي صعب وآن فاليري هاش وفيرونيك لوروا. ويتميز المعرض بطرافة فريدة، بفضل التصور المختلف الذي ترمز إليه الأعمال المطروحة، في شأن نظرة كل فنان إلى رسوم «ديزني» المتحركة وإلى شخصياتها. فهناك من يراها زاهية مرحة وإيجابية، وإن كانت شريرة في قرارة نفسها، بينما يتخيلها البعض الآخر قاتمة سوداء ضخمة الحجم ومخيفة لا يقدر على قهرها سوى بطل الفيلم الشجاع، وبعد تضحيات كبيرة. تتبلور كل هذه التصورات من خلال قطع أثاث، مثلاً، تحمل في أشكالها ملامح شخصيات الأفلام المعنية، بل تروي في شكل ملخص جداً حكاية الفيلم بأكمله، أو على الأقل الحكاية التي ظلت في ذهن الفنان إثر مشاهدته الفيلم وهو طفل صغير. إلى ذلك، هناك قطع الديكور ورسوم الفساتين والتماثيل المنحوتة في شكل وجه هذا الشرير أو ذاك البطل في فيلم محدد. وثمة بين الفنانين من ترك العنان لخياله، وابتعد كلياً عن الفكرة الأساسية، فراح ينجز قطعة لا تشبه عن قرب أو عن بعد أي واحدة من شخصيات «ديزني» المرسومة، بل عبّر عن شيء غريب قد يتعلق بشخصية ما أو فيلم.