يسعى متحف «آر لوديك» الذي فتح أبوابه أمس في باريس مع معرض مخصص لاستوديوات «بيكسار»، للارتقاء بالقصص المصورة وقصص المانغا وأفلام الرسوم المتحركة السينمائية وألعاب الفيديو إلى مصاف الفنون المعاصرة. وقال جان جاك لونييه مؤسس هذا المتحف: «نحاول منذ 10 سنوات أن نؤسس متحفاً خاصاً بالفنون الترفيهية في باريس. وأنا أحقق بفضل هذا المتحف أحد أحلام طفولتي»، مؤكداً أن «آر لوديك» هو «أول متحف من هذا النوع في العالم». ويقع هذا المتحف في مجمع «دوكس» في باريس الذي يطل على نهر السين والمحاط بتصاميم معدنية. ويمتد على 1200 متر مربع. ودُشن بمعرض «بيكسار، 25 عاماً من الرسوم المتحركة» المخصص لاستوديوات «بيكسار» الأميركية الشهيرة التي باتت ملك مجموعة «ديزني»، وهي تضم في جملة أعمالها «توي ستوري» و«راتاتوي» و «منسترز إنك». ويستمر هذا المعرض حتى الثاني من آذار (مارس)، علماً أن المتحف لا يضم بعد معارض ومقتنيات دائمة. وكان هذا المعرض قد نظم في نهاية عام 2005 في متحف الفنون الحديثة في نيويورك وشهد إقبالاً كثيفاً، قبل أن ينظم في متاحف أخرى في أنحاء العالم. وفي بداية عام 2013، باتت ألعاب الفيديو من المجموعات الدائمة التي تخصص لها معارض في متحف الفنون الحديثة في نيويورك، وانضمت بالتالي كبار المجموعات المعروضة في المتحف، من قبيل أعمال بيكاسو وفان غوغ ودالي. ويقدم معرض «بيكسار، 25 عاماً من الرسوم المتحركة» 500 قطعة أصلية، من رسوم بالرصاص وقلم اللباد أو الغواش وتصاميم لشخصيات ومنحوتات تعكس «الأجواء السائدة في استوديوات بيكسار عند إنتاج الأفلام»، على حد قول لونييه الذي أضاف أن «استوديوات مثل بيكسار توازي في نظري محترفات عصر النهضة». ولفت إلى أن «الرسوم المتحركة تبقى في المقام الأول رسوماً ثم تدمج فيها التكنولوجيا التي لا تنزع عنها بتاتاً طابعها الفني». ومن القطع الرئيسية المعروضة في المعرض المخصص لاستوديوات «بيكسار»، الرسم الأولي للمصباح الذي بات رمز المجموعة والذي أعدّه جون ليستر. ومهمة هذا المصباح المستوحى من تصاميم القرن التاسع عشر أن يوحي بأن الشخصيات تتحرك. وجان جاك لونييه متيقنّ من أن متحفه سيستقطب الجمهور بمختلف فئاته ويشكل مصدر إلهام بالنسبة إليه. وهو يعتزم في مرحلة لاحقة تشكيل مجموعة تعرض دوماً في المتحف. وقال في هذا الصدد: «عندما كنت مراهقاً كنت أحلم بزيارة مواقع من هذا القبيل، وكنت أستاء لأن أعمال الفنانين التي كنت معجباً بهم لم تكن معروضة في متاحف».