حضت وزارة الدفاع الجزائرية مسلحي تنظيمات إرهابية على تسليم أنفسهم خلال شهر رمضان «للاستفادة من التدابير السارية المفعول قبل فوات الأوان»، ودرجت الوزارة على إعلان استسلام قادة بارزين أو عائلاتهم من دون توضيح طبيعة الإجراءات القانونية التي يستفيدون منها. وأعلنت الوزارة في بيان إثر تسليم إرهابي نفسه في سكيكدة أول من أمس (500 كلم شرق العاصمة)، أنه «بمناسبة شهر رمضان الفضيل، تدعو وزارة الدفاع الوطني مَن تبقى من الإرهابيين لاغتنام هذه الفرصة للعودة إلى جادة الصواب قبل فوات الأوان، والاستفادة من التدابير القانونية السارية المفعول، على غرار الكثير ممن سلموا أنفسهم للسلطات الأمنية، لاسيما خلال هذا الشهر الكريم». وتعطي أنباء تسليم إرهابيين أنفسهم دفعاً ل «دعاية» السلطات في مجال محاربة الإرهاب والتي تقول باعتماد سياستين، «سيف الحجاج لمن يرفع السلاح واليد الممدودة لمَن يجنح للسلم». وكان الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة دعا في أيلول (سبتمبر) 2015، في رسالة بمناسبة الذكرى العاشرة لاستفتاء ميثاق السلم والمصالحة الوطنية، الإرهابيين المتوارين في الجبال إلى إلقاء السلاح. وعادةً ما تراعي السلطات القضائية عوامل «التخفيف» في حالات التسليم، لكنها لم تعد تمنحهم إجراءات العفو الواردة في ميثاق المصالحة الوطنية الذي كان يقر عفواً فورياً لكل مَن يسلم نفسه في الفترة ما بين آذار (مارس) 2006 وآب (أغسطس) من العام ذاته. وجاء في آخر رسالة لبوتفليقة حول موضوع المصالحة: «أجدد نداء الوطن الرؤوف إلى أبنائه المغرر بهم لكي يعودوا إلى رشدهم، ويتركوا سبيل الإجرام ويستفيدوا من أحكام ميثاق السلم والمصالحة الوطنية». وأضاف: «أجدد هذا النداء باسم دولة قوية وباسم الشعب لأننا أمة مؤمنة». وأُعلن مراراً في محافظة جيجل (شرق) عن تسليم عائلات كاملة نفسها للسلطات، وشهد الأسبوع الماضي تسليم مسلح نفسه في سكيكدة وآخر يُدعى «أبو صعب» سلّم نفسه لقيادة الناحية العسكرية السادسة في تمنراست في أقصى الجنوب. في سياق آخر، منحت الحكومة الجزائرية مساعدة إنسانية جديدة تقدر ب30 طناً للسكان الليبيين المقيمين في بلديات «غات» و «أوباري» و «غدامس» الليبية. وذكرت وزارة الشؤون الخارجية الجزائرية أمس، أن «هذه المساعدة تتكون أساساً من مواد غذائية وصيدلانية نُقلت وسُلِّمت بالتشاور والتنسيق مع المؤسسات الليبية الشرعية». وأضاف البيان أن «هذه المبادرة الجديدة التي تدل على تضامن الجزائر مع الشعب الليبي لاسيما خلال شهر رمضان الكريم تندرج فى إطار تمديد الجهود المستمرة التي تبذلها الجزائر لمساعدة هذا البلد الشقيق والمجاور قصد التغلب على الأزمة التي يواجهها منذ سنوات».