خلُص لقاء جمع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي وولي عهد أبو ظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة في الإمارات محمد بن زايد، في العاصمة الإماراتية، إلى اتفاق على أهمية تضافر الجهود العربية والدولية في التصدي للإرهاب ووقف تمويل الجماعات الإرهابية ومدها بالسلاح والمقاتلين وتوفير الملاذ الآمن والغطاء السياسي والإعلامي لها، وأكدا ضرورة مواجهة مساعي التدخل في شؤون الدول العربية، والاستمرار في التنسيق للتصدي للتحديات غير المسبوقة التي تهدد أمن المنطقة العربية واستقرارها. وأكد ولي عهد أبو ظبي حرص بلاده على تطوير التعاون مع مصر في شتى المجالات. وكان السيسي وصل أمس إلى أبو ظبي، حيث كان ولي عهد أبو ظبي على رأس مستقبليه، قبل أن يعقد الجانبان جلسة محادثات ثنائية، تلتها جلسة محادثات موسعة ضمت وفديْ البلدين. وتطرقت المحادثات إلى الملفين الاقتصادي والأمني، إذ ضم الوفد المصري وزراء الاستثمار والصناعه والبترول، إضافة إلى وزير الخارجية سامح شكري ورئيس الاستخبارات خالد فوزي، فيما حضر من الجانب الإماراتي نائب رئيس الوزراء وزير الداخلية الشيخ سيف بن زايد، ومستشار الأمن الوطني طحنون بن زايد، ونائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة منصور بن زايد. وأوضح الناطق باسم الرئاسة المصرية السفير علاء يوسف، أن المحادثات تطرقت الى مختلف جوانب العلاقات المتميزة بين البلدين. كما تطرق إلى عدد من المواضيع الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، ومستجدات الأزمات التي يشهدها الشرق الأوسط، وما يتم بذله من جهود من أجل التوصل الى تسويات سياسية لها، حيث أكد الجانبان ضرورة الحفاظ على وحدة وسيادة الدول التي تشهد أزمات وصون مقدرات شعوبها والعمل على تمكين مؤسساتها الوطنية من الاضطلاع بمسؤولياتها في حفظ الأمن ومكافحة الإرهاب. وأضاف أن الجانبين ناقشا أيضاً التطورات المتعلقة بجهود مكافحة الإرهاب والتطرف، حيث أكدا أهمية تضافر جهود كل الدول العربية والمجتمع الدولي في التصدي لهذه الآفة على جميع المستويات، خصوصاً في ما يتعلق بوقف تمويل الجماعات الإرهابية ومدها بالسلاح والمقاتلين وتوفير الملاذ الآمن والغطاء السياسي والإعلامي لها. كما أكد الجانبان «ضرورة مواجهة مساعي التدخل في شؤون الدول العربية وتكثيف جهود تعزيز العمل العربي المشترك بما يحقق مصالح الشعوب العربية». واتفقا على «الاستمرار في التنسيق المكثف بين الدولتين من أجل التصدي للتحديات غير المسبوقة التي تهدد أمن الأمة العربية واستقرارها». من جانبه، أكد السيسي ما تمثله العلاقات بين مصر والإمارات من نموذج للتعاون الاستراتيجي بين الدول العربية، ومشيداً بدور الإمارات في تعزيز العمل العربي المشترك، مؤكداً حرص مصر على مواصلة تطوير العلاقات الثنائية على جميع الأصعدة، والاستمرار في التنسيق المكثف بين البلدين إزاء القضايا الإقليمية والدولية المختلفة، مشدداً على أن أمن دول الخليج يعد «جزءاً لا يتجزأ من أمن مصر القومي». وأعرب الشيخ محمد بن زايد عن تقديره لمصر باعتبارها ركيزة أساسية للأمن والاستقرار في الوطن العربي، ومؤكداً خصوصية العلاقات المصرية- الإماراتية كونها نموذجاً متميزاً للعلاقات بين الأشقاء التي تقوم على مبادئ الإخوة الراسخة والثقة والاحترام المتبادل. وأكد ولي عهد أبو ظبي حرص بلاده على تطوير التعاون مع مصر في شتى المجالات، فضلاً عن التنسيق والتشاور المستمر مع مصر حول مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك، لا سيما في ضوء تطابق مواقف الدولتين إزاء القضايا الإقليمية والدولية، مشدداً على أن الإمارات تقف بقوة إلى جانب مصر في حربها ضد الإرهاب الذي لن يستطيع إيقاف جهودها الرامية إلى تحقيق التنمية والتقدم لشعبها. كما عقد السيسي جلسة محادثات مع نائب رئيس الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي محمد بن راشد آل مكتوم.