أعرب رئيس المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي عن صدمته ل «عنف وحشي» تعرّض له اللاجئون من أقلية الروهينغا المسلمة، الفارين من ميانمار الى بنغلادش المجاورة، والتي منعت شركات الاتصالات من بيع اللاجئين خطوطاً هاتفية وخدمات اتصال، لأسباب أمنية. وقال غراندي إن الروهينغا أبلغوه برواياتهم، خلال زيارته مخيّم «كاتابالونغ» للاجئين في جنوب شرقي بنغلادش، قرب حدود ميانمار. وأضاف: «صُدمت بسبب الخوف الذي يحمله هؤلاء الناس معهم، وما عانوه ورأوه في ميانمار. آباء قُتلوا وعائلات شُتتت وجُرح أفراد واغتُصبت نساء. وقعت عنف فظيع كثير، وسيستغرق التئام جروح الناس وقتاً طويلاً، أطول من تلبية حاجاتهم الأساسية». واعتبر أن نزوح الروهينغا يشكّل «أكثر حالات الطوارئ إلحاحاً في العالم» الآن. وتحدث غراندي عن تحديات «هائلة»، مضيفاً: «ذُهلت للحجم الضخم لما يحتاجون إليه. إنهم يحتاجون إلى كل شيء، من مؤن وماء صالح للشرب ومآوي ورعاية طبية لائقة». ولفت إلى «كرم محلي لا يوصف»، مستدركاً وجوب «تعزيزه بمساعدة دولية ضخمة مالية وبالمعدات». وأعلن أن المفوضية تؤمّن لبنغلادش «مساعدة فنية» لتسجيل الروهينغا. وفرّ حوالى 430 ألف من الروهينغا إلى بنغلادش، منذ 25 آب (أغسطس) الماضي، بعدما أدت هجمات شنّها مسلحون من الأقلية في ولاية راخين إلى حملة قمع شنّتها ميانمار، واعتبرتها الأممالمتحدة تطهيراً عرقياً. وتولى جيش بنغلادش توزيع اللاجئين على مخيمات قرب الحدود، في كوكس بازار اقصى جنوب بنغلادش، حيث يقيم عشرات الآلاف من دون مأوى. وطارد الجيش والشرطة كثيرين كانوا يختبئون في غابات ومزارع، تنفيذاً لأوامر تمنع إيواء الروهنيغا في المدن الكبيرة والبلدات المجاورة. ووُضعت حواجز عالية على طول الطرقات الرئيسة المحيطة بمناطق المخيمات المكتظة، والتي تعاني نقصاً حاداً في الأغذية والماء والمراحيض. وأوقف حوالى 5100 شخص عند تلك الحواجز، أُعيدوا الى المخيمات. وقال قائد الشرطة في كوكس بازار اقبال حسين: «أقمنا 11 مركز تفتيش على طول الطريق العام في كوكس بازار، لمنع لاجئي الروهينغا من التمدّد أكثر نحو الداخل». وهددت السلطات الشركات الأربع للهاتف الخليوي بغرامات مالية، اذا زوّدت اللاجئين بخدمات اتصال. وتحظّر بنغلادش بيع شرائح الهواتف لمَن لا يحملون بطاقات هوية رسمية، للتضييق على القدرات التنظيمية للمتشددين في البلاد. وبرّرت وزيرة الدولة لشؤون الاتصالات تارانا حليم القرار قائلة: «اتخذنا خطوة (باستقبال الروهينغا) لأسباب انسانية، ولكن يجب عدم تعريض أمننا لخطر». وقال مسؤول في وزارة الاتصالات: «لا يمكن (الروهينغا) الآن شراء شرائح هاتفية للاشتراك في الخدمات». واعلنت سلطات الاتصالات في بنغلادش إمكان رفع الحظر، بعد أن يتسلّم لاجئو الروهينغا بطاقات هوية بيومترية، وهذه عملية تتطلّب 6 شهور وفق الجيش. إلى ذلك، قال أطباء تابعون للأمم المتحدة وعاملون في الرعاية الصحية إن أطباء يعالجون مرضى من الروهينغا فحصوا عشرات النساء المصابات بجروح تتفق مع اعتداءات جنسية عنيفة. إلى ذلك، أعلن الجيش في ميانمار العثور على مقبرة جماعية تضمّ 28 جثة لهندوس، اتهم «إرهابيين» من الروهينغا بقتلهم.