لم تكن ريم الحمد (40 عاماً) تتوقع أن يصبح صديق ابنها زوجاً لها يوماً ما، كما لم يكن تركي البائع في أحد محال الذهب يتصور يوماً أن تكون شريكة حياته أكبر منه بنحو «20 عاماً»، وأنها هي التي ستقوم بخطبته... وحكايات أخرى كثيرة تدور حول زواج المرأة بمن يصغرها عمراً، بل وزواجها ممن هم في أعمار أبنائها. فلماذا كثرت هذه الزيجات في الفترة الأخيرة؟ ولماذا تلجأ المرأة إلى الزواج ممن يصغرها عمراً وتجربة؟ ولماذا يقبل الشاب بالاقتران وهو في ربيع عمره بامرأة تنظر إليه كابن أكثر منه كزوج؟ تحكي ريم الحمد ل «الحياة» قصتها بتلقائية شديدة من دون تحرج، فتقول: «كان ابني محمد، الذي يبلغ عمره 18 عاماً، طالباً في الجامعة، وكان يستذكر دروسه مع أحد زملائه في الجامعة ويدعى خالد، وكنت أحاول أن أوفر لهما جواً هادئاً للمذاكرة، وأقوم بتوفير كل متطلباتهما حتى يتفرغا للمذاكرة والحصول على أعلى الدرجات»، وتضحك الحمد وهى تستطرد ما حدث بعد ذلك «لم أكن أدري أن خالد يراقب كل ما أقوم به، وأنه يتابع كل خطواتي ذهاباً وإياباً وينظر لي كزوجة المستقبل، وليس كأرملة تقوم على رعاية ابنها، كما لم يدر بخلدي أبداً أن هذا (الولد) يضعني تحت المنظار ليقرر هل أصلح أن أكون زوجة له أم لا، ومرت الأيام والسنون وينجح ابني وصديقه ويتخرجان في الجامعة، وظننت أن مهمتي انتهت عند هذا الحد، ولم أعرف أن القدر يخبئ لي أمراً آخر، وأنه سينقلني من مهام الأم إلى مهام الزوجة، وأن الأيام أرادت أن تأخذ مني لقب «أرملة» وتهديني بدلاً منه لقب «زوجة» للمرة الثانية في حياتي». وتستطرد ريم قائلة: «فوجئت بأم خالد (زوجي حالياً) تطلب زيارتي، وزادت دهشتي عندما طلبتني كزوجة لابنها، وذهلت من المفاجأة وطلبت مهلة للتفكير والتشاور مع ابني، الذي كرست له حياتي بعد وفاة أبيه، وفي نهاية المطاف وافقت على الزواج، وعلى أن ينتقل خالد من مقعد صديق الابن على مائدة الطعام إلى مقعد الزوج». وحول سبب موافقتها ترد: «ولماذا أرفض، لقد وجدت فيه كل مواصفات الزوج الجيد، ورجل البيت الذي يحافظ على بيته، كما أعجب هو بجمالي وبقوة شخصيتي، ومحافظتي على ابني ونفسي أعواماً طويلة، على رغم وفاة زوجي». وأكدت الحمد على أن مسألة فارق السن ليست عائقاً كبيراً، بل لا تعتبر عائقاً من الأصل، لأن المهم هو الحب والتفاهم الذي يسود العلاقات بين الزوجين. الشاب تركي بائع الذهب، رأته إحدى النساء يقف في محله فأعجبت بوسامته، وتحول الإعجاب إلى حب من طرف واحد حتى حانت ساعة النصيب. يقول تركي: «بعد حضور المرأة - التي أصبحت بعد ذلك زوجتي - للمحل مرة بحجة الشراء ومرة بحجة البيع، وثالثة بحجة السؤال عن الأسعار، حتى فوجئت بها تطلب رقم هاتفي بحجة أنها ربما تحتاج شيئاً فتتمكن حينها من أن تطلبه بالهاتف». وأضاف تركي: «أعطيتها الرقم من دون علمي بما ترمي إليه، وفي أحد الأيام طلبتني هذه المرأة وحكت لي عن قصتها، وعرفت أنها أرملة ولديها أولاد، وفي آخر الحوار وجدتها تطلب مني الزواج بها، فأدارت رأسي لعدم قدرتي المادية على توفير منزل لائق بها، أو حتى قدرتي على الإنفاق عليها، وقبل أن أفيق من هذه المفاجأة وأجد إجابات لكل الأسئلة التي دارت بذهني، وجدتها وكأنها تقرأ ما في رأسي، وقامت بالإجابة عن أسئلتي بنفسها، وقالت لي إنها لن تطلب مني أي شيء، وأنه لديها منزل كبير، وعائد شهري جيد يسمح بالإنفاق على المنزل، بل وإعطائي مصروفاً شهرياً، والحقيقة لم أفكر طويلاً ووافقت على الفور». ويشير تركي إلى أنه لا يعلم ما يقوله الناس عن مثل هذه الزيجات، وأنه لا يهتم بذلك، ويؤكد على أنه لم يرتكب خطأً، بل تزوج على سنة الله ورسوله. وأضاف أنه بعد الزواج نشأت بينه وبين زوجته قصة حب جميلة «فأصبحنا لا نستغني عن بعضنا البعض، بغض النظر عن كونها تكبرني عمراً، أو أنها تنفق على شخصي وعلى البيت، فخلال الأعوام السابقة حاولت أن أثبت لها رجاحة عقلي وقوتي، ما يدل على أن البيوت لا تعمر بكبر السن فقط، بل بشخصية الرجل، وشيئاً فشيئاً استطعت أن أسهم في الإنفاق على البيت ولو بمبلغ بسيط بحسب قدرتي».