أمام حال من الثبات الإداري، في نادي النصر، على قناعات بإبعاد المدرب متى كانت النتيجة سلبية، ولو كانت المباريات معدودة، تباين الأداء في الفريق «الأصفر»، لتهبط النتائج إلى قاعها حيناً، وتصعد إلى معانقة الذهب حيناً آخر. وبين هذه وتلك، واصلت إدارة الأمير فيصل بن تركي سلسلة إقالات مدربي الفريق الأول، بالاستغناء عن خدمات البرازيلي غوميز، الذي أكمل مباراته الرابعة فقط هذا الموسم، محققاً ست نقاط بثلاث تعادلات وفوز، البداية تعود إلى عام 2008 عندما تسلم الأمير فيصل بن تركي زمام الأمور في النصر، فجلب أول مدرب له، وهو قائد للسفينة الصفراء، فكان الأرجنتيني باوزا، ولكنه سرعان ما غادر، لكن يبدو أنه لم يكن إلا أول المغادرين ال15، إذ لحق به 14 مدرباً آخرون، سواء من حقق البطولات أم من لم ينجح في ذلك، جميعهم طاولهم الإبعاد النصراوي، الأورغوياني داسيلفا من بينهم، وأيضاً الإيطالي زينغا، وكذلك الصربي دراغان، والقائمة تضم البرتغالي بوريكو غوميز، والأرجنتيني غوميز، وشملت الكولومبي ماتورانا، ولم تنجح المحاولات الصفراء في الوصول إلى المدرب المنشود إلا عندما جاء الخيار بعد ماتورانا على المغمور الأوروغوياني دانيال كارينيو، موسم 2013-2014، الذي حقق لقبي «الدوري السعودي»، و«كأس ولي العهد»، ولكنه على رغم ذلك رحل عن الفريق. القصة استمرت، وكان الدور هذه المرة على الإسباني كانيدا، الذي رحل وسط ظروف غامضة، إذ تمت إقالته وهو متصدر جدول الترتيب بستة انتصارات وخسارة يتيمة، ليحل مكانه المقال السابق والعائد الأوروغوياني داسيلفا، الذي نجح معه الفريق في الفوز بلقب الدوري، وبلغ معه نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين، ولكنه بعد ذلك وجد نفسه مقالاً من جديد من الفريق ذاته، والإدارة إياها! فكان البديل هو الإيطالي كانافارون. لم يتأخر قرار الاستغناء عن أسطورة دفاع المنتخب الإيطالي، ولفظته إدارة النصر سريعاً، لتعود إلى من أقالته قبل موسم واحد؛ الإسباني كانيدا، ليقود الفريق مجدداً، وكما آلت إليه الأمور في حكاية الأوروغوياني داسيلفا جاءت نهاية القصة مع الإسباني كانيدا، فأقيل من منصبه المرة الثانية، ولكن الإسباني كان أسرع من الأوروغوياني في تسلم المهمة وفي تسلم ورقة الإقالة. الكرواتي زوران ماميتش، ظهر في مؤتمر صحافي في منزل الأمير فيصل بن تركي يتقدم باستقالته من منصبه، خلاف أقرانه في هذا المنصب، وعلى رغم أن رئيس النصر أكد أنه حاول جاهداً استمرار المدرب الكرواتي، ومدد عقده، لكنه من أصر على الرحيل، وبعدها بأشهر ظهر زوران في حوار تلفزيوني ذكر خلاله أنه قريب من جماهير النصر ويتمنى لو استمر مدرباً للفريق، ولكن تلك الفكرة لم ترق أبداً للرئيس فيصل بن تركي، تاركاً استفهامات عدة على ذلك الحديث. الفرنسي باتريس كارتيرون جاء خلفاً لزوران، بعد أن كان قريباً من الأساس من تدريب النصر قبل ذلك، وبعد نهاية موسم مخيب غادر كارتيرون، لتتعاقد إدارة «العالمي» مع آخر مقاليها المدرب البرازيلي غوميز، الذي سبق أن كاد يكسر الرقم القياسي في سرعة تسلم قرار الإقالة، لولا أن الأرجنتيني كوستاس تفوق في ذلك الأمر، بعد أن أُقيل في غضون ثلاث جولات فقط.