أرجأ رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني إلى غد (الأحد)، مؤتمراً صحافياً كان مقرراً عقده صباح اليوم في شأن «استفتاء الاستقلال» المزمع أجراؤه بعد غد، فيما قال الناطق الرسمي باسم عشائر نينوى الشيخ مزاحم الحويث في تصريح إلى وكالة الانباء الكويتية (كونا) إن حوالى 300 ألف من أبناء العشائر العربية في أقليم كردستان العراق سيشاركون في الاستفتاء. وقال المكتب الإعلامي لرئيس وزراء كردستان العراق إن «المؤتمر الصحافي (لبارزاني) سيعقد غداً (الأحد)، وسيتم الإعلان عن المكان والزمان لاحقاً». ويتعرض بارزاني لضغوط وتحذيرات دولية متزايدة للعدول عن رأيه وتأجيل الاستفتاء، فيما يؤكد الأكراد أن فوز معسكر ال«نعم» في الاستفتاء لا يعني إعلان الاستقلال، بل سيكون بداية حوار مع بغداد حيال الخلافات النفطية والمالية. إلى ذلك، قال الحويث إن «العرب في المناطق المتنازع عليها منذ عام 2003 طالبوا بانضمام مناطقهم إلى إقليم كردستان بعد تحريرها مما يسمى تنظيم الدولة الاسلامية (داعش)، إذ أجرى شيوخ العشائر العربية في غرب دجلة وسهل نينوى ومخمور بين العامين 2006 و2007 لقاءات مع ممثل الأمين العام للامم المتحدة في العراق آنذاك ستيفان دي ميستورا في هذا الصدد»، مشيراً إلى أنهم «التقوا أيضاً رئيس اقليم كردستان مسعود البرزاني في سحيلة في عام 2015 وقدموا طلب انضمام مناطقهم الى كردستان». وأوضح أن «العرب الموجودين في المناطق المحررة يتراوح عددهم بين 250 ألفاً و300 ألف شخص، وهم مشمولون بالاستفتاء وسيشاركون فيه»، داعياً «أبناء العشائر العربية النازحين واللاجئين وأبناء العشائر العربية في نينوى من أهالي المناطق المشمولة بالاستفتاء، الى المشاركة في التصويت لمصلحة استقلال كردستان والتوجه إلى أقرب مراكز التصويت سواء في الموصل أو داخل المخيمات أو في المحافظات التي يسكنون فيها أو الدول التي يقيمون فيها وتقرير مستقبلهم بالتصويت بنعم». وأكد الحويث أن «من تبقى من النازحين سيعادون بعد التصويت، الى مناطقهم حسب الضوابط إذ شكلت لجنة خاصة لهذا الغرض، فيما عاد كثير من العوائل خلال الاشهر الماضية الى قرى غرب دجلة وسهل نينوى ومناطق مخمور التي حررتها قوات البيشمركة وتوفر لها الحماية». وأشار إلى «تشكيل لواء خاص وجديد من أبناء مختلف العشائر العربية تابع للبيشمركة في إقليم كردستان العراق أطلق عليه اسم لواء (غرب دجلة) ويضم مقاتلين من أبناء العشائر العربية الموجودة في زمار وربيعة والعياضية وجزء من قضاء سنجار»، لافتاً إلى أن «اللواء الذي شكل بطلب مقدم من العشائر العربية إلى رئيس الإقليم يتألف من ألفي مقاتل». وكذلك أعلنت شخصيات عشائرية من عرب مدينة كركوك في تصريحات مماثلة إلى «كونا» تأييدها الاستفتاء قائلة إنها «ستقف في صف قوات البيشمركة التي تحمي كل مكونات المدينة». وقال شيخ عشيرة السادات العبادة الشيخ خلف العبادي: «نؤيد استفتاء إقليم كردستان، لأن قوات البيشمركة تحمي كل المكونات من دون تفرقة على أسس دينية أو عرقية ونحن سنقف مع الجهة التي تحمينا». وقال شيخ عشائر بني تميم في كركوك الشيخ رياض علي إن «البيشمركة تمكنت من حماية مدينة كركوك ببطولاتها وتضحياتها خصوصاً خلال السنوات الثلاث الماضية»، مشيراً إلى «استقبال إقليم كردستان مئات آلاف النازحين العراقيين». وفي المقابل، هناك أحزاب وحركات سياسية عربية في الموصل وكركوك والمناطق المتنازع عليها تعارض إجراء الاستفتاء وضم مناطقهم إلى الإقليم. وتعد كركوك التي يسكنها خليط من الأكراد والتركمان والعرب والمسيحيين واحدة من أبرز المناطق المتنازع عليها بين بغداد وأربيل. وكان برزاني صرح خلال لقائه مع عدد من شيوخ العشائر العربية بأن حكومة الإقليم «لن تسمح لأي كان بأن يتعرض للعرب في المناطق المحررة»، مشدداً في الوقت ذاته على «عدم التساهل مع داعش والمتعاونين معه». يذكر أن مدن إقليم كردستان تحتضن مئات الآلاف من نازحي الأنبار وصلاح الدين والموصل ويمارسون حياتهم الطبيعية ويتمتعون بالأمن والاستقرار في الاقليم، وفق «كونا». وفي أنقرة، قال رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم اليوم إن الخطوات التي ستتخذها تركيا رداً على الاستفتاء المزمع ستكون لها أبعاد ديبلوماسية وسياسية واقتصادية وأمنية. وكان يلدريم يتحدث للصحافيين قبل جلسة للبرلمان التركي بعد ظهر اليوم للتصويت على تمديد تفويض بنشر قوات تركية في العراق وسورية.