في عام 1976 تعاقد الاتحاد الكويتي مع المدرب البرازيلي الشهير ماريو زاجالو، وقد أحدث هذا المدرب نقلة فنية في عالم الكرة الكويتية، وكان معه مدرب لياقة لا احد يعرفه اسمه كارلوس البرتو بيريرا، لكن زاجالو مثله مثل أي مدرب رحل عن تدريب المنتخب الكويتي بعد ان قضى سنتين، لكن الكويتيون سلموا المنتخب لمدرب اللياقة بصفة موقتة، لكنه بقي خمس سنوات، فالكويتيون صنعوا منه مدرباً عالمياً قاد منتخب بلاده الى الفوز بكأس العالم في الوقت الذي عمل معه أستاذه زاجالو مساعداً او مستشاراً، وهي قصة معروفة. من لا شيء تمت صناعة أشياء، كما ان قصة أفضل مدرب في العالم جوزيه مورينهو، بحسب آخر تصنيف للمدربين، هي أيضاً قصة معروفة، فقد كان هذا المدرب كما يروى مجرد مترجم مع المدرب الانكليزي بوبي روبسون، لكن هذا المدرب لم يكن بعيداً عن كرة القدم، فقد كانت بدايته لاعب كرة قدم، ولكنه كان غير راضٍ عن مهنته لاعب كرة قدم، وأراد التحول للأمور الإدارية فعمل مساعداً لمدرب منتخب الشباب البرتغالي في عام 1990، وبعدها اصبح جوزيه مورينيو مترجماً للمدرب المخضرم السير بوبي روبسون كما هو معروف. وربما تكون الساحة الكروية العالمية مليئة بمثل هذه البديات، لكنها تحتاج الى من يكتشف هذه الكوادر او من يتعامل معها بمهنية من أصحاب الاختصاص، بمعنى ان مسألة اختيار المدرب يجب ألا تكون اختياراً أحادياً لمجرد انه هو من سيدفع الراتب والمخصصات المالية وهو غير ملم بظروف هذا الاختيار فنياً. وفي الملاعب السعودية هناك حكايات عن المدربين، فالكل ينتقد المدرب وقد تدفع سوء النتائج من موجة الانتقادات حتى يصبح هذا المدرب الشغل الشاغل للجميع حتى على مستوى المنتخب يحدث هذا، وفي الأخير لا بد من طرده ثم التعاقد مع غيره، وهكذا تدور عجلة المدربين، بل ان هناك مدربين يتجرؤون بالعودة الى الملاعب السعودية على أمل ان تعدل الحال، لكنهم يخوضون تجربة لا تختلف عن سابقتها «كلاكيت ثاني مرة» بل ان هناك مدربين طردوا على رغم أنهم لم يخسروا أي مباراة، وحتى مورينيو، لو خف عقله وقبل التدريب هنا سيتم طرده قبل ان يكمل موسم واحد، لكن يجب عدم البكاء على اللبن المسكوب، لمجرد ان مدرباً ما طالب بإلغاء عقده لوجود عرض مادي مضاعف لكونه يعرف مزاجية مسيري الأندية في المنطقة لأنه جاء بكل بساطة ليحمل ما خف وزنه وغلى ثمنه لا ان يصنع له تاريخاً او يقدم عملاً راسخاً في تاريخ الكرة في ملاعبنا. آخر مكاشفة - قد يكون النادي الأهلي على أبواب صناعة مدرب عالمي جديد سنظل نحفظ اسمه على مر الزمن، من خلال الإبقاء على المدرب اليكس، لكن شريطة ان يترك له الخيط والمخيط. [email protected]