أكد عضو مجلس الشورى الإعلامي محمد رضا نصر الله ظاهرة الإقبال على الكتاب من القارئ السعودية. وقال ل «الحياة» إنها ظاهرة «أصبحت ملموسة، كذلك في المعارض الأخرى كمعرض بيروت والشارقة والقاهرة، إذ يحج القارئ السعودي إلى تلك المعارض، وبوصفي إلى حد ما متابعاً للتطور الاجتماعي والثقافي في المملكة، لمست في السنوات الأخيرة ثمرة لهذه المقروئية المتنوعة والمتعمقة في أبرز تيارات الفكر العربي والعالمي، وكذلك الاطلاع على التجارب الإبداعية العربية والعالمية، لمست ثمرتها في ما تشهده اليوم الساحة الثقافية من إصدار عناوين روائية لكتاب وكاتبات، وكذلك تحليلات ودراسات، أصبح القارئ العربي والباحث العربي ينتظر رؤية المثقفين السعوديين للقضايا الكبرى، التي تجمعنا اليوم بالمجتمع العالمي»، مشيراً إلى أن المملكة اليوم «ليست منقطعة على رغم ما كان يتهم به المجتمع السعودي من انغلاق ومحافظة». ولفت إلى أن هذه المعارض «حقيقة تنقض هذا التصور النمطي عن الشخصية السعودية». وقال نصر الله إنه مطمئن «إلى أن المستقبل سيشهد انفجاراً إبداعياً ومعرفياً جديدا ًله بصمة سعودية خاصة، لم لا وهذه الأرض التي قدمت أبرز الرموز الشعرية ولنا في شعراء المعلقات مثلاً ودليلاً، هذه المعلقات التي شكلت النفس العربية على امتداد التاريخ وساهمت في تأكيد هوية العربي أينما كان. وأن هذه المعلقات كتبها الشعراء وهم يتجولون على صحراء العرب، ويحولون أسرارها المدفونة في الرمال أو الآمال المتلألئة في سمائها الصافية»، مؤكداً أن معرض الرياض الدولي للكتاب «علامة بارزة للنشاط الثقافي للمملكة، وفي كل عام نشهد هذا الإقبال المتدفق للقراء السعوديين على دور النشر العربية، وهذا يبشر بتنامي اهتمام المثقفين السعوديين بمختلف شرائحهم المحافظة والمستنيرة، الدينية والليبرالية، على ثراء الكتب ومتابعة أحدث الإصدارات في قضايا الفكر والمعرفة الإنسانية». وحول مقتنياته من الكتب، قال: «كنت سعيداً حين وجدت في أروقة هذا المعرض كتباً لمنتسكيو وفولتير، قدمها إلى المكتبة العربية المترجم الفلسطيني الرائع عادل زعيتر».