أطلق الرئيس اللبناني ميشال عون صرخة مدوية من أعلى منبر أممي في خطاب ألقاه أمس أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة ورد فيه على دعوة الرئيس الأميركي دونالد ترامب الى توطين اللاجئين في «دول الجوار». وأكد أن الحاجة أصبحت ملحة لتنظيم عودة اللاجئين الى اوطانهم بعدما استقر الوضع في معظم أماكن سكنهم الأولى، وأشار الى «أن الأعباء التي يتحملها لبنان، نتيجة الحرب الدائرة في سورية، تفوق بكثير قدرته على التحمل. وقال إن على الأممالمتحدة مساعدة اللاجئين للعودة الى اوطانهم بدلاً من مساعدتهم على البقاء في مخيمات لا يتوافر فيها الحد الأدنى من مقومات الحياة الكريمة. واعتبر عون أن جريمة طرد الفلسطينيين من أرضهم وتهجيرهم لا يمكن أن تصحح بجريمة أخرى ترتكب بحق اللبنانيين عبر فرض التوطين عليهم، وقال إن تعطيل دور مؤسسة (اونروا) ما هو إلا خطوة على هذا الطريق تهدف الى نزع صفة اللاجئين تمهيداً للتوطين، «وهذا ما لن يسمح به لبنان، لا للاجئ أو لنازح مهما كان الثمن، والقرار في هذا الشأن يعود لنا وليس لغيرنا». ورأى أن هذا النوع من اللجوء، أي اللجوء الجماعي، في إشارة الى النزوج السوري، حصل هرباً من أخطار الحرب، ولذلك نسميه نزوحاً وليس لجوءاً وهو لم يقترن بقبول الدولة ولم يكن إفرادياً إنما على شكل اجتياح سكاني. وقال إن موجات اللجوء الفلسطيني والنزوح السوري أضافت الى عدد سكان لبنان نسبة 50 في المئة من عدد سكانه. ورفض عون الادعاء أن النازحين السوريين لن يكونوا آمنين إذا عادوا الى بلادهم، وقال: «هذه حجة غير مقبولة لأن هناك 85 في المئة من الأراضي السورية أصبحت في عهدة الدولة التي تقوم بمصالحات مع المجموعات المسلحة التي تقاتلها وتترك للمسلحين حرية الخيار بين أن يبقوا في قراهم أو أن يرحلوا الى مناطق أخرى، فكيف بها مع نازحين هربوا من الحرب؟ وما حصل بعد الأحداث الأخيرة في لبنان يؤكد هذا الكلام، في إشارته الى انتقال مسلحين من التنظيمات الإرهابية من «النصرة» و «داعش» الى داخل الأراضي السورية عبر اتفاق الأولى مع «حزب الله» في جرود عرسال واضطرار الأخير الى الانسحاب بعد نجاح الجيش اللبناني في تحرير جرود رأس بعلبك والقاع. وتطرق الى خروق إسرائيل السيادة اللبنانية والقرار 1701، وقال إن مقاربتها للحل تقوم على القوة العسكرية وانتهاك الحقوق، وأن العقود السبعة من الحروب الإسرائيلية أثبتت أن المدفع والدبابة والطائرة لا تأتي بالحلول ولا بالسلام، فلا سلام من دون عدالة واحترام الحقوق. ولبنان يتقدم بالشكاوى الى مجلس الأمن من دون أن يتمكن هذا الأخير من ردع إسرائيل. وعقد وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل أمس اجتماعا ثنائياً مغلقاً مع وزير الخارجية السوري وليد المعلم، على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة.