فيما توصلت لقاءات قمة اللاجئين المنبثقة ضمن إطار الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها ال71 التي عقدت أخيرا، حول ضرورة سعي المجتمع الدولي إلى توطين النازحين السوريين في كل من: الأردنولبنان وسورية وتركيا، يرى مراقبون أن لبنان يبقى الوحيد من بين دول الجوار الأكثر تضررا من موجة النزوح الهائلة إلى أراضيه، ومن عملية التوطين، نظرا للمكون الطائفي المختلط في مجتمعه، وهو الأمر الذي يدفع بتغيير الديموجرافية السكانية له، وينبئ بحدوث أزمة حقيقية بين فئات مجتمعه. تقاذف المسؤولية يؤكد محللون أن الغرب بات واضحا في لهجته، إذ يريد منع تدفق اللاجئين الهاربين من جحيم الحروب في بلادهم كالعراق وسورية، إلى أوروبا وما وراءها، نظرا لتزايد الهجمات الإرهابية التي جدت في عدد من تلك الدول الغربية، وحتى الولاياتالمتحدة أخيرا، نتيجة عودة المتطرفين ضمن موجات النازحين الذين اكتسبوا خبرات القتال في بؤر التوتر، إذ يرى الغرب أن السبيل الوحيد لمنع خطر هؤلاء، هو إبقاؤهم في دول الجوار إلى أجل غير مسمى، وإغراء الدول الحاضنة لهم بالمساعدات المالية، إن تطلب الأمر ذلك. وخلال هذا الطرح الغربي، يستطيع المراقب للمشهد الإقليمي الشرق أوسطي، أن يعتقد بأن الحروب التي تعيشها المنطقة لا يوجد لها بصيص أمل أو تفاؤل بانتهائها على المدى القريب، بل إن بعض الساسة اللبنانيين أشاروا إلى أن الأزمة السورية لن ترى حلا قبل 15 عاما على الأقل.
حلول للأزمة كان الطرح الأوروبي ارتكز في اجتماعات نيويورك على 4 اقتراحات، هي: منح النازحين السوريين الحقوق الكاملة في البلد المستضيف لهم أسوة باللاجئين الفلسطينيين في الأردن، إضافة إلى منحهم الحقوق الاجتماعية الكاملة، مثل: العمل والتعليم والعلاج، أسوة باللاجئين الفلسطينيين في سورية، وإقامة مخيمات خاصة لهم، مع وضع قيود كبيرة عليهم في مجالات التعليم والعمل والعلاج، أسوة باللاجئين الفلسطينيين في لبنان، وإقامة مدن خاصة للنازحين في الدول المضيفة من غير أي سلطة للدولة عليها، بحيث تكون تحت إشراف الأممالمتحدة، ولا يتم الخروج إلا بإذن منها.
قلق الحكومة تعد هذه الاقتراحات مريحة للدول الأوروبية، إذ سعت للترويج لذلك بكثافة في اجتماعات نيويورك أخيرا، واقترحت في هذا الجانب إقامة بنى تحتية خاصة في هذه المدن المغلقة، إذ ترى أن هذا هو الحل الأنسب لأزمة النازحين السوريين. وكانت مصادر في وفد رئيس الحكومة اللبنانية تمام سلام إلى الأممالمتحدة، أشارت إلى أن السلطات اللبنانية أبدت تخوفها الشديد من استعمال الغرب قوته في فرض عملية توطين النازحين السوريين في لبنان، في الوقت الذي شددت عدة أصوات أوروبية بعدم إكراه النازحين بالعودة إلى بلادهم، داعية المجتمع الدولي بالتوصل إلى حل ينهي الحرب الدائرة في البلاد، وتتوقف على إثرها الموجات الهائلة للنازحين حول العالم.
أزمة اللاجئين السوريين رفض ومخاوف غربية من الموجات المهاجرة إغراء دول الجوار السوري بالأموال لاحتضانهم مطالب بعدم إكراه اللاجئين على العودة إلى بلادهم رفض التوطين بسبب التغيير الديموجرافي
4 اقتراحات أوروبية لحل الأزمة منح الحقوق الكاملة أسوة بالفلسطينيين في الأردن حقوق التعليم والصحة أسوة بلفسطينيي سورية إقامة مخيمات محدودة القيود أسوة بفلسطينيي لبنان بناء مدن خاصة كاملة تحت إشراف الأمم المتحدة