اجتازت آليات عسكرية تركية أمس معبر «جلوة غوزو» التركي إلى المنطقة العازلة المقابلة لمعبر «باب الهوى» بإدلب على الحدود السورية التركية. ويُعد معبر «جلوة غوزو» بوابة تركيا إلى محافظة إدلب التي دخلت مناطق «خفض التوتر» الأسبوع الماضي، والمُنتظر أن تشهد عملية عسكرية واسعة ضد «هيئة تحرير الشام» التي تنضوي تحتها «جبهة النصرة». وبعد نشر تعزيزات عسكرية ومدرعات على الحدود مع سورية في محافظتي هاتاي وكيلس، بدأت أنقرة بإرسال وحدات من القوات الخاصة إلى المنطقة الحدودية. وأوضحت وكالة «الأناضول» التركية الرسمية أن وحدات من القوات الخاصة توجهت إلى منطقة الريحانية في محافظة هاتاي على متن حافلات. ويأتي ذلك بعد وصول قافلة عسكرية كبيرة تضم دبابات وعربات مدرعة لنقل الجنود إلى المنطقة نفسها، ووزعت على الحدود. وسبق لتركيا أن نشرت مدافع على الحدود مع المناطق السورية الخاضعة لسيطرة «وحدات حماية الشعب الكردية»، فيما تحدثت صحيفة «صباح» عن نية أنقرة إطلاق عملية عسكرية قريباً. تزامناً، قالت مصادر متطابقة في المعارضة وشهود إن أربع دبابات وخمس سيارات عسكرية وسبع جرافات (تركس) دخلت من الجانب التركي وتمركزت قرب المعبر السوري. وأفاد شهود بأن الآليات التركية عبرت «باب الهوى» وأصبحت مطلة على قرى وبلدات سورية على رأسها أطمة. وأشارت «وكالة الأناضول» التركية إلى أن قافلة محملة بجرافات عسكرية عبرت الحدود التركية في ولاية هاتاي التركية الحدودية مع سورية وتمركزت في المنطقة العازلة بين البلدين. وأضافت الوكالة بأن الشاحنات اجتازت معبر «جلوة غوزو» بقضاء ريحانلي المقابل لمعبر «باب الهوى» على الجانب السوري، وسط تدابير أمنية مشدّدة، لدعم الوحدات المتمركزة على الحدود مع سورية. وأفادت إدارة المعبر بأن الآليات ما زالت في الجانب التركي، مشيرة إلى أن «حركة المسافرين طبيعية ومستمرة حتى الساعة»». وأظهرت صور دخول آليات تتبع للجيش التركي إلى المعبر. وكانت تركيا أكدت وصول دبابات إضافية إلى الحدود السورية - التركية، بالقرب من ولاية هاتاي جنوبتركيا، المجاورة لمحافظة إدلب. ونشر مدونون صوراً لدبابات تركية، مشيرين إلى اقترابها المباشر من حدود محافظة إدلب، ووضعها حواجز إضافية مضادة للدبابات. إضافة إلىa تحليق طائرات الاستطلاع التركية المسيّرة في سماء المحافظة. وذكر مصادر في المعارضة أن هناك توقعات بوصول المزيد من الآليات العسكرية التركية، إلى المنطقة الحدودية مع «باب الهوى»، مشيرة إلى أن «تركيا عينت ضباط ارتباط في إدلب للتنسيق في شأن العملية العسكرية». في موازاة ذلك، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إنه سيجتمع مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين يوم الخميس الأسبوع المقبل لبحث خطة «خفض التوتر» التي وافقت عليها موسكووأنقرة وطهران في محافظة إدلب شمال غربي سورية. واتفقت الدول الثلاث الأسبوع الماضي على نشر مئات المراقبين في إدلب التي تقع على الحدود مع تركيا ويسيطر عليها تحالف تقوده «جبهة النصرة» التي كانت مرتبطة ب «القاعدة» في وقت من الأوقات. وقال أردوغان في نيويورك حيث كان يشارك في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة «جرى تحديد إدلب منطقة خفض توتر». وأضاف «خارج الحدود هناك الآن أبراج مراقبة ومحطات للاتحاد الروسي. وفي الداخل في تركيا محطات عند نقاط حماية». وقال إن الجيش التركي يعمل أيضاً مع عناصر»الجيش السوري الحر». وتابع من دون الخوض في التفاصيل «هذا سيستمر إلى أن يتحقق السلام هناك»، وعودة «أصدقائنا السوريين الذين نستضيفهم إلى أراضيهم». وذكّر بأن نحو 100 ألف من اللاجئين قد عادوا إلى أراضيهم. ولفت إلى أن مزيداً من جنود بلاده هم على الحدود، ويستعدون للدخول إلى سورية، لتحقيق السلام هناك عبر تطبيق نظام «خفض التوتر» وذكر الرئيس التركي أنه سيجري اتصالاً هاتفياً ببوتين يوم الاثنين المقبل، وسيجتمع بالرئيس الروسي يوم 28 أيلول (سبتمبر). وقالت مؤسسة الإذاعة والتلفزيون التركية (تي.آر.تي) إن المحادثات ستعقد في أنقرة خلال مأدبة عشاء. وأكد أن المحادثات ستتركز على الوضع في سورية ولا سيما في محافظة إدلب. كما سيتناول اللقا صفقة صواريخ «إس-400» الروسية إلى تركيا.