حاول مئات البوذيين في ميانمار ليل أمس (الأربعاء) منع شحنة مساعدات من الوصول إلى أقلية الروهينغا المسلمة في ولاية راخين (أراكان) حيث تتهم الأممالمتحدة الجيش ب«التطهير العرقي»، فيما ذكرت وكالة الأنباء الإسلامية (إينا) أن المهاجمين هم حوالى 300 راهب بوذي حاولوا تدمير محتويات القافلة من المساعدات الإنسانية. وقال شاهد إن «محتجين ألقوا قنابل حارقة بعد أن فرقتهم الشرطة بإطلاق النار في الهواء». والاحتجاج دليل على عداء ديني متزايد يهدد بعرقلة توصيل الإمدادات الحيوية، ويأتي بعدما دعا الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى إنهاء سريع للعنف الذي أثار مخاوف بشأن تحول ميانمار من الحكم العسكري. وكانت شحنة المساعدات التي تنظمها اللجنة الدولية للصليب الأحمر، في طريقها إلى شمال الولاية. وقالت ميانمار في بيان صدر اليوم (الخميس) عن مكتب مستشارة الدولة أونغ سان سو تشي ونشرته «إينا»: «إن الواقعة حدثت في وقت متأخر من ليل أمس، في مدينة سيتواي (عاصمة أراكان)، عندما أجبر الرهبان البوذيون نحو 50 شخصاً من اللجنة الدولية للصليب الأحمر بنقل محتويات قافلتهم الإغاثية، التي كانت على متن سفينة إلى أحد الأرصفة البحرية». ونقلت وسائل إعلام عن مسؤول في شرطة المدينة (رفض الكشف عن هويته) قوله: إن «الرهبان هاجموا قافلة الصليب الأحمر بعبوات المولوتوف، كما استخدموا أدوات رمي الحجارة للاعتداء على عناصر الشرطة»، مضيفاً: أنّ حوالى ثمانية من الرهبان تم اعتقالهم والتحقيق معهم على خلفية الواقعة. ومنذ 25 أغسطس الماضي، تمنع الحكومة في ميانمار المنظمات الدولية من الدخول إلى إقليم أراكان، بحجة «التهديد الأمني»، وذلك على خلفية ارتكاب جيش ميانمار إبادة جماعية بحق مسلمي الروهينغا في الإقليم؛ أسفرت عن مقتل وإصابة الآلاف من المدنيين، بحسب ناشطين أراكانيين. ومنذ التاريخ المذكور، عبَرَ نحو 421 ألف من مسلمي الإقليم الواقع غرب ميانمار إلى بنغلادش، وفق آخر بيانات الأممالمتحدة.