أكدت ميانمار أمس، أنها لا تمنع منظمات الإغاثة من دخول ولاية راخين حيث أدت حملة للجيش بعد هجمات للمتمردين الروهينغا إلى نزوح أعداد كبيرة من المسلمين، لكنها قالت إن السلطات في المنطقة قد تفرض قيوداً لدواع أمنية. وفر حوالى 400 ألف من الروهينغا إلى بنغلادش هرباً من حملة عسكرية وصفها البعض بأنها حملة تطهير عرقي وأثارت مخاوف من أزمة إنسانية. وقالت وزارة الخارجية الأميركية إن من المقرر أن يصل باتريك ميرفي نائب مساعد وزير الخارجية إلى ميانمار مطلع الأسبوع المقبل، لينقل مخاوف واشنطن، ويحاول الضغط من أجل السماح بوصول المزيد من المساعدات إلى منطقة الصراع. وقال زاو هتاي، الناطق باسم حكومة ميانمار: «لا نمنع أحداً». وأضاف: «لا نمنع أي منظمات ترسل مساعدات إلى تلك المناطق، لكنها قد تواجه بعض الصعوبات في السفر إلى مناطق تقيد السلطات المحلية الدخول إليها لدواع أمنية». ولم يتضح ما إذا كان ميرفي سيسافر إلى ولاية راخين. ورفض زاو التصريح بما إذا كانت السلطات ستسمح له لو طلب ذلك. أتت الحملة العسكرية رداً على هجمات منسقة على مراكز للشرطة ومعسكر للجيش نفذها مقاتلون من جماعة «جيش إنقاذ الروهينغا في أراكان»، وأسفرت عن مقتل حوالى 12 شخصاً. وأثارت الأزمة تساؤلات في شأن انتقال ميانمار ذات الغالبية البوذية إلى الحكم المدني تحت قيادة أونغ سان سوتشي الحاصلة على جائزة نوبل للسلام بعد عقود من الحكم العسكري. ولا يزال قادة الجيش يسيطرون على سياسات الأمن القومي، لكن مع ذلك وجهت انتقادات عديدة في الخارج إلى الزعيمة البورمية لعدم إدانتها العنف. وتحظى الحملة على المتمردين الروهينغا بتأييد الرأي العام في ميانمار. وقال زعيم الغالبية في مجلس الشيوخ الأميركي ميتش ماكونيل الخميس إن أونغ سان سوتشي أبلغته أنها تعمل من أجل وصول المساعدات إلى المناطق التي يجتاح إليها العنف. وقال وين ميات آي وزير الرعاية الاجتماعية والإغاثة والتوطين إنه ما من منظمة إغاثة أجنبية مستقلة تصل إلى منطقة الصراع في الوقت الحالي لكنه امتنع عن التصريح بما إذا كانت السلطات تحظر دخول هذه المنظمات. وقال: «هذه نشاطات تقودها الدولة». والعنف في راخين وما تبعه من نزوح أعداد كبيرة من الروهينغا المحرومين من الحصول على الجنسية في ميانمار، هما أكبر مشكلة تواجهها أونغ سان سوتشي منذ أصبحت زعيمة للبلاد العام الماضي. ويقول مراقبون حقوقيون ومسلمون فارون إن الجيش وحراس الأمن البوذيين في راخين صعدوا حملة لإضرام النار في المنازل بهدف طرد السكان الروهينغا. وقال مراسل على جانب بنغلادش من الحدود إن بوسعه رؤية ما لا يقل عن عشرة أعمدة ضخمة من الدخان تتصاعد فوق الجانب المقابل من الحدود مع ميانمار.